بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجِبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْعِ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ ٣×
۞ توسل ۞
اِلٰى حَضْرَةِ سَيِّدِنَا رَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَاَنْصَارِ رَسُوْلِ اللهِ وَالْمُهَاجِرِيْنَ مَعَ رَسُوْلِ الله، ثُمَّ اِلٰى رُوْحِ سَيِّدِنَا الْمُهَاجِرِ اِلٰى اللهِ اَحْمَدَ بْنِ عِيْسٰ، ثُمَّ اِلٰى رُوْحِ سَيِّدِنَا الْفَقِيْهِ الْمُقَدَّمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىّ بَاعَلَوِى وَاُصُوْلِهِمْ وَفُرُوْعِهِمْ، ثُمَّ اِلٰى رُوْحِ الْحَبِيْبِ عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ الْحَبْشِى وَوَالِدِيْنَ وَوَالِدِيْهِمْ وَاَمْوَاتِنَا وَاَمْوَاتِهِمْ وَاَمْوَاتِ الْمُسْلِمِيْنَ اَجْمَعِيْن. وَاِلٰى حَضْرَةِ النَّبِيِّ اَلْفَاتِحَةْ.
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
اِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِيْنًاۙ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْۢبِكَ وَمَا تَاَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهٗ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيْمًاۙ وَّيَنْصُرَكَ اللّٰهُ نَصْرًا عَزِيْزًا (الفتح/٤٨: ١-٣)
وَمَا مُحَمَّدٌ اِلَّا رَسُوْلٌۚ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۗ اَفَا۟ىِٕنْ مَّاتَ اَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلٰٓى اَعْقَابِكُمْ ۗ وَمَنْ يَّنْقَلِبْ عَلٰى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَّضُرَّ اللّٰهَ شَيْـًٔا ۗوَسَيَجْزِى اللّٰهُ الشّٰكِرِيْنَ (اٰل عمران/٣: ١٤٤)
لَقَدْ جَاۤءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ اَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَءُوْفٌ رَّحِيْمٌ فَاِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّٰهُ لَآ اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ۗ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ ࣖ (التوبة/٩: ١٢٨-١٢٩)
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ اَبَآ اَحَدٍ مِّنْ رِّجَالِكُمْ وَلٰكِنْ رَّسُوْلَ اللّٰهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّٖنَۗ وَكَانَ اللّٰهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمًا (الاحزاب/٣٣: ٤٤٠)
يٰٓاَيُّهَا النَّبِيُّ اِنَّآ اَرْسَلْنٰكَ شَاهِدًا وَّمُبَشِّرًا وَّنَذِيْرًاۙ وَّدَاعِيًا اِلَى اللّٰهِ بِاِذْنِهٖ وَسِرَاجًا مُّنِيْرًا (الاحزاب/٣٣: ٤٥-٤٦)
وَاِذْ قَالَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ يٰبَنِيْٓ اِسْرَاۤءِيْلَ اِنِّيْ رَسُوْلُ اللّٰهِ اِلَيْكُمْ مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرٰىةِ وَمُبَشِّرًاۢ بِرَسُوْلٍ يَّأْتِيْ مِنْۢ بَعْدِى اسْمُهٗٓ اَحْمَدُۗ فَلَمَّا جَاۤءَهُمْ بِالْبَيِّنٰتِ قَالُوْا هٰذَا سِحْرٌ مُّبِيْنٌ (الصّفّ/٦١: ٦)
اِنَّ اللّٰهَ وَمَلٰۤىِٕكَتَهٗ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّۗ يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا (الاحزاب/٣٣: ٥٦)
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً
صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلٰى رُؤْيَا جَمَالِهْ
صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَهُ يَقَظَةً وَمَنَامًا
صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَلْجَنَّةُ وَنَعِيْمُهَا سَعْدٌ لِمَنْ يُصَلِّى وَيُسَلِّمْ وَيُبَرِكْ عَلَيْهِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
يَارَبِّ صَلِّ علَيْـهِ وَسَلِّـمْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَالَاحَ فِي الْأُفْقِ نُوْرُ كَوْكَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَلْفَاتِحِ الْخَاتِمِ الْمُقَرَّبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَلْمُصْطَفَى الْمُجْتَبَى الْمُحَبَّبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَالَاحَ بَدْرٌ وَغَابَ غَيْهَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَارِيْحُ نَصْرٍ بِالنَّصْرِ قَدْهَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَاسَارَتِ الْعِيْسُ بَطْنَ سَبْسَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَكُلِّ مَنْ لِلْحَبِيْبِ يُنْسَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَكُلِّ مَنْ لِلنَّبِيِّ يَصْحَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَاغْفِرْ وَسَامِحْ مَنْ كَانَ أَذْنَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَبَلِّغِ الْكُلَّ كُلَّ مَطْلَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَاسْلُكْ بِنَا رَبِّ خَيْرَ مَذْهَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَاصْلِحْ وَسَهِّلْ مَاقَدْ تَصَعَّبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
أَعْلَى الْبَرَايَا جَاهًا وَأَرْحَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
أَصْدَقِ عَبْدٍ بِالْحَقِّ أَعْرَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
خَيْرِ الْوَرٰى مَنْهَجًا وَأَصْوَبْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَاطَيْرُ يُمْنِ غَنَّى فَأَطْرَبْ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
أَشْرَفِ بَدْرٍ فِي الْكَوْنِ اَشْرَقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
أَكْرَمِ دَاعٍ يَدْعُوْ اِلَى الْحَـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَلْمُصْطَفَى الصَّادِقِ الْمُصَدَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَحْلَى الْوَرَى مَنْطِقًا وَاَصْدَقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَفْضَلِ مَـنْ بِالتُّقَـى تَحَقَّـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَنْ بِالسَّخَا وَالْوَفَـا تَخَلَّـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَاجْمَعْ مِنَ الشَّمْلِ مَا تَفَـرَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَاصْلِحْ وَسَهِّلْ مَا قَدْ تَعَـوَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَافْتَحْ مِنَ الْخَيْرِ كُلَّ مُغْلَـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَآلِهْ وَمَنْ بِالنَّبِـيِّ تَعَلَّـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَآلِهْ وَمَنْ لِلْحَبِيْبِ يَعْشَقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَمَنْ بِحَبْلِ النَّبِـيِّ تَوَثَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
يَارَبِّ صَلِّ علَيْهِ وَسَلِّمْ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
أَعُوْذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
لَقَدْجَاۤءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ اَنْفُسِكُمْ، عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَءُوْفٌ رَّحِيْم، فَاِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّٰهُ لَآ اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ۗ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، اِنَّ اللّٰهَ وَمَلٰۤىِٕكَتَهٗ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّۗ يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
اَلْحَمْدُ الِلّٰهِ الْقَوِيِّ سُلْطَانُهْ، اَلْوَاضِحِ بُرْهَانُهْ، اَلْمَبْسُوْطِ فِي الْوُجُوْدِ كَرَمُهُ وَإِحْسَانُهْ، تَعَالٰى مَجْدُهُ وَعَظُمَ شَانُهْ، خَلَقَ الْخَلْقَ لِحِكْمَهْ، وَطَوَى عَلَيْهَا عِلْمَهْ، وَبَسَطَ لَهُمْ مِنْ فَائِضِ الْمِنَّةِ مَا جَرَتْ بِهٖ فِي أَقْدَارِهِ الْقِسْمَةْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَشْرَفَ خَلْقِهٖ وَأَجَلَّ عَبِيْدِهٖ رَحْمَةْ، تَعَلَّقَتْ إِرَادَتُهُ الْأَزَلِيَّةُ بِخَلْقِ هٰذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوبْ، فَانْتَشَرَتْ أَثَارُ شَرَفِهٖ فِي عَوَالِمِ الشَّهَادَةِ وَالْغُيُوبْ، فَمَا اَجَلَّ هَذَا الْمَنَّ الَّذِيْ تَكَرَّمَ بِهِ الْمَنَّانْ، وَمَا اَعْظَمَ هَذَا الْفَضْلَ الَّذِيْ بَرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْإِحْسَانْ، صُوْرَةً كَامِلَةً ظَهَرَتْ فِي هَيْكَلٍ مَحْمُودْ، فَتَعَطَّرَتْ بِوُجُوْدِهَا اَكْنَافُ الْوُجُودْ، وَطَرَّزَتْ بُرْدَ الْعَوَالِمِ بِطِرَازِ التَّكْرِيمْ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
تَجَلَّى الْحَقُّ فِي عَالَمِ قُدْسِهِ الْوَاسِعْ، تَجَلِّيًا قَضَى بِانْتِشَارِ فَضْلِهِ فِي الْقَرِيْبِ وَالشَّاسِعْ، فَلَهُ الْحَمْدُ الَّذِيْ لَا تَنْحَصِرُ اَفْرَادُهٗ بِتَعْدَادْ وَلَا يُمَلُّ تَكْرَارُهُ بِكَثْرَةِ تَرْدَادْ، حَيْثُ أَبْرَزَ مِنْ عَالَمِ الْإِمْكَانْ، صُوْرَةَ هٰذَا الْإِنْسَانْ، لِيَتَشَرَّفَ بِوُجُوْدِهِ الثَّقَلَانْ، وَتَنْتَشِرَ اَسْرَارُهُ فِي الْأَكْوَانْ، فَمَا مِنْ سِرٍّ نِاتَّصَلَ بِهٖ قَلْبُ مُنِيبٌ، اِلَّا مِنْ سَوَابِغِ فَضْلِ اللهِ عَلٰى هٰذَا الْحَبِيبْ.
يَالَقَلْبٍ سُرُوْرُهٗ قَـدْ تَوَلٰى
بِحَبِيْبٍ عَـمَّ الْأَنَـامَ نَـوَالٰى
جَلَّ مَنْ شَرَّفَ الْوُجُودَ بِنُوْرٍ
غَمَرَ الْكَوْنَ بَهْجَـةً وَجَمَـالًا
قَدْ تَرَقّٰى فِي الْحُسْنِ اَعْلٰى مَقَامٍ
وَتَنَاهٰى فِي مَجْـدِهِ وَتَعَالٰـى
لَاحَظَتْهُ الْعُيُوْنُ فِيْمَا اجْتَلَتْـهُ
بَشَرًا كَامِلًا يُزِيْحُ الضَّـلَالَا
وَهْوَ مِنْ فَوْقِ عِلْمِ مَا قَدْرَأَتْـهُ
رِفْعَةً فِي شُؤُوْنِـهِ وَ كَمَـالَا
فَسُبْحَانَ الَّذِيْ أَبْرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْٳِمْتِنَانْ، مَايَعْجَزُ عَنْ وَصْفِهِ اللِّسَانْ، وَيَحَارُ فِي تَعَقُّلِ مَعَانِيْهِ الْجَنَانْ، اِنْتَشَرَ مِنْهُ فِي عَالَمِ الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ، مَامَلَأَ الْوُجُوْدَ الْخَلْقِيَّ نُورْ، فَتَبَارَكَ اللهُ مِنْ اِلَهٍ كَرِيمْ، بَشَّرَتْنَا آيَاتُهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمْ، بِبشَارَةِ. لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ اَنْفُسِكُمْ، عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَؤُفٌ رَحِيْم، فَمَنْ فَاجَأَتْهُ هٰذِهِ الْبِشَارَةُ وَتَلَقَّاهَا بِقَلْبٍ سَلِيمْ، فَقَدْ هُدِيَ اِلٰى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمْ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وَاَشْهَدُ اَنْ لَآ اِلٰهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَاشَرِيْكَ لَهُ، شَهَادَةً تُعْرِبُ بِهَا اللِّسَانْ، عَمَّا تَضَمَّنَهُ الْجَنَانْ، مِنَ التَّصْدِيْقِ بِهَا وَالْإِذْعَانْ، تَثْبُتُ بِهَا فِي الصُّدُوْرِ مِنَ الْإِيْمَانِ قَوَاعِدُهْ، وَ تَلُوْحُ عَلٰى اَهْلِ الْيَقِيْنِ مِنْ سِرِّ ذَلِكَ الْإِذْعَانِ وَالتَّصْدِيْقِ شَوَاهِدُهْ، وَاَشْهَدُ اَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا، اَلْعَبْدَ الصَّادِقَ فِيْ قَوْلِهٖ وَفِعْلِهٖ، وَالْمُبَلِّغَ عَنِ اللهِ مَااَمَرَهُ بِتَبْلِيْغِهٖ لِخَلْقِهٖ مِنْ فَرْضِهٖ وَنَفْلِهٖ، عَبْدٌ اَرْسَلَهُ اللهُ لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةْ، وَاَدَّى الْأَمَانَةْ، وَهَدَى اللهُ بِهٖ مِنَ الْأُمَّةِ بَشَرًا كَثِيْرًا، فَكَانَ فِي ظُلْمَةِ الْجَهْلِ لِلْمُسْتَبْصِرِيْنَ سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيْرًا، فَمَا اَعْظَمَهَا مِنْ مِنَّةٍ تَكَرَّمَ اللهُ بِهَا عَلَى الْبَشَرْ، وَمَا اَوْسَعَهَا مِنْ نِعْمَةٍ اِنْتَشَرَ سِرُّهَا فِي الْبَحْرِ وَالْبَرْ، اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ بِاَجَلِّ الصَّلَوَاتِ وَاَجْمَعِهَا وَاَزْكَى التَّحِيَّاتِ وَاَوْسَعِهَا، عَلٰى هٰذَا الْعَبْدِ الَّذِيْ وَفَّى بِحَقِّ الْعُبُوْدِيَّةْ، وَبَرَزَ فِيْهَا فِيْ خِلْعَةِ الْكَمَالْ، وَقَامَ بِحَقِّ الرُّبُوْبِيَّةِ فِي مَوَاطِنِ الْخِدْمَةِ لِلّٰهِ وَاَقْبَلَ عَلَيْهِ غَايَةَ الْإِقْبَالْ، صَلَاةً يَتَّصِلُ بِهَا رُوْحُ الْمُصَلِّيْ عَلَيْهِ بِهْ۞ فَيَنْبَسِطُ فِيْ قَلْبِهِ نُوْرُ سِرِّ تَعَلُّقِهٖ بِهٖ وَحُبِّهْ، وَيُكْتَبُ بِهَا بِعِنَايَةِ اللهِ فِيْ حِزْبِهْ، وَعَلٰى اٰلِهٖ وَصَحْبِهِ الَّذيْنَ ارْتَقَوْا صَهْوَةَ الْمَجْدِ بِقُرْبِهْ، وَتَفَيَّأُوْا ظِلَالَ الشَّرَفِ الْأَصْلِيِّ بِوُدِّهِ وَحُبِّهْ، مَاعَطَّرَ الْأَكْوَانَ بِنَشْرِ ذِكْرَاهُمْ نَسِيمْ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
اَمَّا بَعْدُ، فَلَمَّا تَعَلَّقَتْ إِرَادَةُ اللهِ فِيْ الْعِلْمِ الْقَدِيمْ، بِظُهُوْرِ اَسْرَارِ التَّخْصِيْصِ لِلْبَشَرِالْكَرِيمْ، بِالتَّقْدِيْمِ وَالتَّكْرِيمْ، نَفَذَتِ الْقُدْرَةُ الْبَاهِرَةْ، بِالنِّعْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَالْمِنَّةِ الْغَامِرَةْ، فَانْفَلَقَتْ بَيْضَةُ التَّصْوِيرْ، فِي الْعَالَمِ الْمُطْلَقِ الْكَبِيرْ، عَنْ جَمَالٍ مَشْهُوْدٍ بِالْعَينْ، حَاوٍ لِوَصْفِ الْكَمَالِ الْمُطْلَقِ وَالْحُسْنِ التَّامِّ وَالزَّينْ، فَتَنَقَّلَ ذٰلِكَ الْجَمَالُ الْمَيْمُونْ، فِي الْأَصْلَابِ الْكَرِيْمَةِ وَالْبُطُونْ، فَمَا مِنْ صُلْبٍ ضَمَّهْ، اِلَّا وَتَمَّتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ النِّعْمَةْ، فَهُوَ الْقَمَرُ التَّامُّ الَّذِيْ يَتَنَقَّلُ فِي بُرُوْجِهٖ، لِيَتَشَرَّفَ بِهٖ مَوْطِنُ اسْتِقْرَارِهٖ وَمَوْضِعُ خُرُوْجِهٖ، وَقَدْ قَضَتِ الْأَقْدَارُ الْأَزَلِيَّةُ بِمَا قَضَتْ وَاَظْهَرَتْ مِنْ سِرِّ هٰذَا النُّوْرِ مَا اَظْهَرَتْ، وَخَصَّصَتْ بِهٖ مَنْ خَصَّصَتْ، فَكَانَ مُسْتَقَرُّهُ فِي الْأَصْلَابِ الْفَاخِرَةِ، وَالْأَرْحَامِ الشَّرِيْفَةِ الطَّاهِرَةْ، حَتَّى بَرَزَ فِيْ عَالَمِ الشَّهَادَةِ بَشَرًا لَا كَالْبَشَرْ، وَنُوْرًا حَيَّرَ الْأَفْكَارَ ظُهُوْرُهُ وَبَهَرْ، فَتَعَلَّقَتْ هِمَّةُ الرَّاقِمِ لِهٰذِهِ الْحُرُوفْ، بِأَنْ يَرْقُمَ فِيْ هٰذَا الْقِرْطَاسِ مَا هُوَ لَدَيْهِ مِنْ عَجَائِبِ ذٰلِكَ النُّوْرِ مَعْرُوفْ، وَإِنْ كَانَتِ الْأَلْسُنُ لَا تَفِيْ بِعُشْرِ مِعْشَارِ اَوْصَافِ ذٰلِكَ الْمَوْصُوفْ، تَشْوِيْقًا لِلسَّامِعِينْ، مِنْ خَوَاصِّ الْمُؤْمِنِينْ، وَتَرْوِيْحًا لِلْمُتَعَلِّقِيْنَ بِهٰذَا النُّوْرِ الْمُبِينْ، وَإِلَّا فَانَّى تُعْرِبُ الْأَقْلَامْ، عَنْ شُؤُوْنِ خَيْرِ الْأَنَامْ، وَلَكِنْ هَزَّنِيْ اِلٰى تَدْوِيْنِ مَاحَفِظْتُهُ مِنْ سِيَرِ اَشْرَفِ الْمَخْلُوْقِينْ، وَمَا اَكْرَمَهُ اللهُ بِهٖ فِيْ مَوْلِدِهٖ مِنَ الْفَضْلِ الَّذِيْ عَمَّ الْعَالَمِينْ، وَبَقِيَتْ رَايَتُهُ فِيْ الْكَوْنِ مَنْشُوْرَةً عَلٰى مَرِّ الْأَيَّامِ وَالشُّهُوْرِ وَالسِّنِينْ، دَاعِى التَّعَلُّقِ بِهٰذِهِ الْحَضْرَةِ الْكَرِيْمَةْ وَلَاعِجُ التَّشَوُّقِ اِلٰى سَمَاعِ اَوْصَافِهَا الْعَظِيْمَةْ، وَلَعَلَّ اللهَ يَنْفَعُ بِهٖ الْمُتَكَلِّمَ وَالسَّامِعْ۞ فَيَدْخُلَانِ فِيْ شَفَاعَةِ هٰذَا النَّبِيِّ الشَّافِعْ، وَيَتَرَوَّحَانِ بِرَوْحِ ذٰلِكَ النَّعِيمْ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وَقَدْ آنَ لِلْقَلَمِ اَنْ يَخُطَّ مَاحَرَّكَتْهُ فِيْهِ الْأَنَامِلْ، مِمَّا اسْتَفَادَهُ الْفَهْمُ مِنْ صِفَاتِ هٰذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْكَامِلْ، وَشَمَائِلِهِ الَّتِيْ هِيَ اَحْسَنُ الشَّمَائِلْ، وَهُنَا حَسُنَ اَنْ نُثْبِتَ مَا بَلَغَ اِلَيْنَا فِيْ شَأْنِ هٰذَا الْحَبِيْبِ مِنْ اَخْبَارٍ وَأٰثَارْ، لِيَتَشَرَّفَ بِكِتَابَتِهِ الْقَلَمُ وَالْقِرْطَاسُ، وَتَتَنَزَّهَ فِيْ حَدَائِقِهِ الْأَسْمَاعُ وَالْأَبْصَارْ، وَقَدْ بَلَغَنَا فِيْ الْأَحَادِيْثِ الْمَشْهُوْرَة، أَنَّ اَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ هُوَ النُّوْرُ الْمُوْدَعُ فِيْ هٰذِهِ الصُّوْرَةْ، فَنُوْرُ هٰذَا الْحَبِيْبِ اَوَّلُ مَخْلُوْقٍ بَرَزَ فِي الْعَالَمْ، وَمِنْهُ تَفَرَّعَ الْوُجُوْدُ خَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ فِيْمَا حَدَثَ وَمَا تَقَادَمْ، وَقَدْ اَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدِهٖ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ، قُلْتُ يَارَسُوْلَ اللهِ بِأَبِيْ وَاُمِّيْ اَخْبِرْنِيْ عَنْ اَوَّلِ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ قَبْلَ الأَشْيَاءْ، قَالَ يَاجَابِرُ إِنَّ اللهَ خَلَقَ قَبْلَ الأَشْيَاءِ نُوْرَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نُوْرِهْ، وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَديْثِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَنَّهُ قَالَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ كُنْتُ اَوَّلَ النَّبِيِّيْنَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ، وَقَدْ تَعَدَّدَتِ الرِّوَايَاتُ بِاَنَّه اَوَّلُ الْخَلْقِ وُجُوْدًا وَأَشْرَفُهُمْ مَوْلُوْدًا، وَلَمَّا كَانَتِ السَّعَادَةُ الْأَبَدِيَّةْ، لَهَا مُلَاحَظَةٌ خَفِيَّةْ، اِخْتَصَّتْ مَنْ شَاءَتْ مِنَ الْبَرِيَّةْ، بِكَمَالِ الْخُصُوْصِيَّةْ، فَاسْتَوْدَعَتْ هٰذَا النُّوْرَ الْمُبِينْ، اَصْلَابَ وَبُطُوْنَ مَنْ شَرَّفَتْهُ مِنَ الْعَالَمِينْ، فَتَنَقَّلَ هٰذَا النُّوْرُ مِنْ صُلْبِ آدَمَ وَنُوْحٍ وَاِبْرَاهِيمْ، حَتّٰى اَوْصَلَتْهُ يَدُ الْعِلْمِ الْقَدِيمْ، اِلٰى مَنْ خَصَّصَتْهُ بِالتَّكْرِيْمِ اَبِيْهِ الْكَرِيمْ، عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ذِى الْقَدْرِ الْعَظِيمْ، وَاُمِّهِ الَّتِيْ هِيَ فِي الْمَخَاوِفِ آمِنَةْ، اَلسَّيِّدَةِ الْكَرِيْمَةِ آمِنَةْ، فَتَلَقَّاهُ صُلْبُ عَبْدِ اللهِ فَأَلْقَاهُ اِلٰى بَطْنِهَا، فَضَمَّتْهُ اَحْشَاؤُهَا بِمَعُوْنَةِ اللهِ مُحَافَظَةً عَلٰى حَقِّ هٰذِهِ الدُّرَّةِ وَصَوْنِهَا، فَحَمَلَتْهُ بِرِعَايَةِ اللهِ كَمَا وَرَدَ عَنْهَا حَمْلًا خَفِيْفًا لَا تَجِدُ لَهُ ثِقَلًا، وَلَاتَشْكُوْا مِنْهُ اَلَمًا وَلَا عِلَلًا، حَتّٰى مَرَّ الشَّهْرُ بَعْدَ الشَّهْرِ مِنْ حَمْلِهْ، وَقَرُبَ وَقْتُ بُرُوْزِهٖ اِلٰى عَالَمِ الشَّهَادَةِ لِتَنْبَسِطَ عَلٰى اَهْلِ هٰذَا الْعَالَمِ فُيُوْضَاتُ فَضْلِهْ، وَتَنْتَشِرَ فِيْهِ آثَارُ مَجْدِهِ الصَّمِيمْ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وَمُنْذُ عَلِقَتْ بِهٖ هٰذِهِ الدُّرَّةُ الْمَكْنُوْنَةْ، وَالْجَوْهَرَةُ الْمَصُوْنَةْ، وَالْكَوْنُ كُلُّه يُصْبِحُ وَيُمْسِيْ فِيْ سُرُوْرٍ وَابْتِهَاجْ، بِقُرْبِ ظُهُوْرِ إِشْرَاقِ هٰذَا السِّرَاجْ، وَالْعُيُوْنُ مُتَشَوِّفَةٌ اِلٰى بُرُوْزِهْ، مُتَشَوِّقَةٌ اِلَى الْتِقَاطِ جَوَاهِرِ كُنُوْزِهْ، وَكُلُّ دَابَّةٍ لِقُرَيْشٍ نَطَقَتْ بِفَصِيْحِ الْعِبَارَةْ، مُعْلِنَةً بِكَمَالِ الْبِشَارَةْ، وَمَا مِنْ حَامِلٍ حَمَلَتْ فِيْ ذٰلِكَ الْعَامْ، اِلَّا اَتَتْ فِيْ حَمْلِهَا بِغُلَامْ، مِنْ بَرَكَاتِ وَسَعَادَةِ هٰذَا الْإِمَامْ، وَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتْ، مُتَضَمِّخَةً بِعِطْرِ الْفَرَح، بِمُلَاقَاةِ اَشْرَفِ الْبَرِيَّاتْ، وَبُرُوْزِهٖ مِنْ عَالَمِ الْخَفَاءِ اِلٰى عَالَمِ الظُّهُورْ، بَعْدَ تَنَقُّلِهٖ فِي الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ، فَأَظْهَرَ اللهُ فِي الْوُجُوْدِ بَهْجَةَ التَّكْرِيمْ، وَبَسَطَ فِي الْعَالَمِ الْكَبِيْرِ مَائِدَةَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّعْظِيمْ، بِبُرُوْزِ هٰذَا الْبَشَرِ الْكَرِيمْ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
فَحِيْنَ قَرُبَ اَوَانُ وَضْعِ هٰذَا الْحَبِيبْ، أَعْلَنَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرَضُوْنَ وَمَنْ فِيْهِنَّ بِالتَّرْحِيبْ، وَاَمْطَارُ الْجُوْدِ الْإِلَهِـيِّ عَلٰى اَهْلِ الْوُجُوْدِ تَثِجْ، وَأَلْسِنَةُ الْمَلَائِكَةِ بِالتَّبْشِيْرِ لِلْعَالَمِيْنَ تَعِجْ۞ وَالْقُدْرَةُ كَشَفَتْ قِنَاعَ هٰذَا الْمَسْتُورْ، لِيَبْرُزَ نُوْرُهُ كَامِلًا فِيْ عَالَمِ الظُّهُورْ، نُوْرًا فَاقَ كُلَّ نُورْ، وَاَنْفَذَ الْحَقُّ حُكْمَهْ، عَلٰى مَنْ اَتَمَّ اللهُ عَلَيْهِ النِّعْمَةْ، مِنْ خَوَاصِّ الْأُمَّةْ، أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَ وَضْعِهٖ اُمَّةْ، تَأْنِيْسًا لِجَنَابِهَا الْمَسْعُودْ، وَمُشَارَكَةً لَهَا فِيْ هٰذَا السِّمَاطِ الْمَمْدُودْ، فَحَضَرَتْ بِتَوْفِيْقِ اللهِ السَّيّدَةُ مَرْيَمُ وَالسَّيِّدَةُ آسِيَةْ، وَمَعَهُمَا مِنَ الْحُوْرِ الْعِيْنِ مَنْ قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنَ الشَّرَفِ بِالْقِسْمَةِ الْوَافِيَةْ، فَأَتَى الْوَقْتُ الَّذِيْ رَتَّبَ اللهُ عَلٰى حُضُوْرِهٖ وُجُوْدَ هٰذَا الْمَوْلُودْ، فَانْفَلَقَ صُبْحُ الْكَمَالِ مِنَ النُّوْرِ عَنْ عَمُودْ، وَبَرَزَ الْحَامِدُ الْمَحْمُودْ، مُذْعِنًا لِلّٰهِ بِالتَّعْظِيْمِ وَالسُّجُودْ.
صَلَّى الله عَلٰى مُحَمَّدْ ۞ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمْ
صَلَّى الله عَلٰى مُحَمَّدْ ۞ يَارَبِّ صَلِّ وَسَلِّمْ
يَانَبِى سَلَامْ عَلَيْكَ . يَارَسُوْل سَلَامْ عَلَيْكَ
يَاحَبِيْب سَلَامْ عَلَيْكَ . صَلَوَاتُ الله عَلَيْكَ
---------------------------------------------------------
أَشْرَقَ الْكَوْنُ ابْتِهَاجًـا .
بِوُجُوْدِ الْمُصْطَفَى احْمَدْ
وَلِأَهْلِ الْكَوْنِ أُنْـسٌ .
وَسُرُوْرٌ قَـدْ تَجَـدَّدْ
فَاطْرَبُوْا يَااهْلَ الْمَثَانِيْ .
فَهَزَارُ الْيمْـنِ غَرَّدْ
وَاسْتَضِيْئُوا بِجَمَـالٍ .
فَاقَ فِي الْحُسْنِ تَفَـَّردْ
وَلَنَا الْبُشْـرٰى بِسَعْـدٍ .
مُسْتَمِرٍّ لَيْـسَ يَنْفَدْ
حَيْثُ أُوتِيْنَـا عَطَـاءً .
جَمَعَ الْفَخْـرَ الْمُؤَبَّدْ
فَلِرَبّٖى كُـلُّ حَـمْـدٍ .
جَلَّ اَنْ يَحْصُرَهُ الْعَـدْ
إِذْ حَبَانَا بوُجُوْدِ .
الْمُصْطَفَى الْهَادِى مُحَمَّدْ
يَارَسُـوْلَ اللهِ أَهْـلًا .
بِكَ إِنَّا بِكَ نُسْعَـدْ
وَبِجَاهِـهْ يَا إِلٰهٖى .
جُدْ وَبَلِّغْ كُلَّ مَقْصَـدْ
وَاهْدِنَا نَهْجَ سَبِيْلِـهْ .
كَيْ بِهِ نُسْعَدْ وَنُرْشَـدْ
رَبِّ بَلِّغْنَا بِجَـاهِـهْ .
فِيْ جِوَارِهْ خَيْرَ مَقْعَـدْ
وَصَـلَاةُ اللهِ تَغْشٰـى .
أَشْرَفَ الرُّسْلِ مُحَمَّـدْ
وَسَلَامٌ مُسْتَـمِـرٌّ .
كُـلَّ حِيْنٍ يَتَـجَـدَّدْ
يَانَبِى سَلَامْ عَلَيْكَ .
يَارَسُوْل سَلَامْ عَلَيْكَ
يَاحَبِيْب سَلَامْ عَلَيْكَ .
صَلَوَاتُ الله عَلَيْكَ
---------------------------------------------------------
اَشْرَقَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا .
وَاخْتَفَى بَدْرُ التَّمَامِ
مِثْلَ حُسْنِهْ مَا رَاَيْنَا .
فِى الْعِرَاقَيْنِ وَشَامِ
رَبِّ فَاجْعَلْ مُجْتَمَعْنَا .
غَايَتُهْ حُسْنُ الْخِتَامِ
وَاعْطِنَا مَا قَدْ سَأَلْنَا .
مِنْ عَطَايَاكَ الْجِسَامِ
وَاكْرِمِ الْأَرْوَاحَ مِنَّا .
بِلِقَا خَيْرِ الْأَنَامِ
وَابْلِغِ الْمُخْتَارَ عَنَّا .
مِنْ صَلَاةٍ وَسَلَامِ
مَرْحَبًا يَانُوْرَ الْعَيْنِ مَرْحَبًا
مَرْحَبًا يَامَرْحَبًا يَاهُو مَرْحَبًا
يَاهُو مَرْحَبًا جَدَّ الْحُسَيْنِ مَرْحَبًا
مَرْحَبًا يَامَرْحَبًا اَلْفِ مَرْحَبًا
---------------------------------------------------------
اَلنَّبِى يَاحَاضِرِيْن .
إِعْلَمُوْا عِلْمَ الْيَقِيْن
أَنَّ رَبَّ الْعٰلَمِيْن .
فَرَضَ الصَّلَاةْ عَلَيْه
صَلَّى اللهُ عَلَيه
اَلنَّبِى يَامَنْ حَضَرْ .
اَلنَّبِى خَيْرُ الْبَشَرْ
مَنَ دَنَا لَهُ الشَّجَرْ .
وَالْغَزَالْ سَلَّمْ عَلَيْه
صَلَّى اللهُ عَلَيه
اَلنَّبِى ذَاكَ العَرُوْسْ .
ذِكْرُهُ يُحْيِى النُّفُوْس
اَلنَّصَارٰى وَالْمَجُوْس .
أَسْلَمُوْا بَيْنَ يَدَيْه
صَلَّى اللهُ عَلَيه
اَلْحَسَنْ ثُمَّ الْحُسَيْن .
لِلنَّبِي قُرَّةُ الْعَيْن
نُوْرُهُمْ كَالْكَوْكَبَيْن .
جَدُّهُمْ صَلُّوْا عَلَيْه
صَلَّى اللهُ عَلَيه
طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا .
مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعْ
وَجَبَ الشُّکْرُ عَلَيْنَا .
مَا دَعَا لِلّٰهِ دَاعْ
---------------------------------------------------------
أَيُّهَا الْمَبْعُوْثُ فِيْنَا .
جِئْتَ بِالْأَمْرِ الْمُطَاعْ
کُنْ شَفِيْعًا يَاحَبِيْبِی .
يَوْمَ حَشْرٍ وَاجْتِمَاعْ
رَبَّنَا صَلِّ عَلَی مَنْ .
حَلَّ فِی خَيْرِ الْبِقَاعْ
وَاسْبِلِ السِّتْرَ عَلَيْنَا .
يَا مُجِيْبًا کُلَّ دَاعْ
اَنْتَ فِى كُلِّ جَمِيْلٌ .
وَجَمَالٌ يَامُطَاعْ
قَدْ تَجَلَّيْتَ لِقَلْبِى .
مُسْفِرَا دُّوْنَ قِنَاعْ
وَ عَلٰى عِشْقِ الْجَمَالِ .
طَبَعَ اللهُ الطِّبَاعْ
وَلَبِسْنَا ثَوْبَ عِزٍّ .
بَعْدَ تَلْفِيْقِ الرِّقَاعْ
مَرْحَبًا يَا مَرْحَبَا . يَانُوْرَ عَيْنِ
مَرْحَبًا جَدَّالْحُسَيْنِ . مَرْحَبَا مَرْحَبَا
وَرَضَعْنَا ثَدْيَ وَهْلِ .
قَبْلَ اَيَّامِ الرِّضَاعِ
وَرَضَعْنَا ثَدْيَ وَصْلِ .
دَائِمًا مِنْ كُلِّ دَاعِ
رَبِّ فَارْحَمْنَا جَمِيْعًا .
بِجَمِيْعِ الصَّالِحَاتِ
رَبِّ فَارْحَمْنَا جَمِيْعًا .
وَامْحُ عَنَّا السَّيِّئَاتِ
صَلَّى الله عَلٰى مُحَمَّدْ .
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ
صَلَّى الله عَلٰى مُحَمَّدْ .
يَارَبِّ صَلِّى وَسَلِّمْ
يَانَبِى سَلَامْ عَلَيْكَ .
يَارَسُوْل سَلَامْ عَلَيْكَ
يَاحَبِيْب سَلَامْ عَلَيْكَ .
صَلَوَاتُ الله عَلَيْكَ
أَشْرَقَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا .
فَاخْتَفَتْ مِنْهُ الْبُدُوْرُ
مِثْلَ حُسْنِكْ مَا رَأَيْنَا .
قَطُّ يَا وَجْهَ السُّرُوْرِ
---------------------------------------------------------
أَنْتَ شَمْسُ أَنْتَ بَدْرٌ .
أَنْتَ نُوْرٌ فَوْقَ نُوْرِ
أَنْتَ إِكْسِيْرُ وَغَالِى .
أَنْتَ مِصْبَاحُ السُّرُوْرِ
يَاحَبِيْبِى يَامُحَمَّدْ .
يَاعَرُوْسَ الْخَافِقَيْنِ
يَامُؤَيَّدْ يَامُمَجَّدْ .
يَاإِمَامَ الْقِبْلَتَيْنِ
مَنْ رَأَى وَجْهَكَ يَسْعَدْ يَاكَرِيْمَ الْوَالِدَيْنِ
حَوْضُكَ الصَّافِى الْمُبَرَّدْ وِرْدُنَا يَوْمَ النُّشُوْرِ
مَارَأَيْنَا الْعِيْسَ حَنَّتْ بِالسُّرَى إِلَّا إِلَيْكَ
وَالْغَمَامَةْ قَدْ أَظَلَّتْ وَالْمَلَا صَلُّوا عَلَيْكَ
وَحِيْنَ بَرَزَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَطْنِ اُمِّهٖ بَرَزَ رَافِعًا طَرْفَهُ اِلَى السَّمَآء، مُؤْمِيًا بِذٰلِكَ الرَّفْعِ اِلٰى اَنَّ لَهُ شَرَفًا عَلَا مَجْدُهُ وَسَمَا، وَكَانَ وَقْتُ مَوْلِدِ سَيِّدِ الْكَوْنَيْن، مِنَ الشُّهُوْرِ شَهْرَ رَبِيْعِ الْأَوَّلِ وَمِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْأِثْنَيْن، وَمَوْضِعُ وِلَادَتِهٖ وَقَبْرِهٖ بِالْحَرَمَيْن، وَقَدْ وَرَدَ اَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ مَخْتُوْنًا مَكْحُوْلًا مَقْطُوْعَ السُّرَّةْ، تَوَلَّتْ ذٰلِكَ لِشَرَفِهٖ عِنْدَ اللهِ اَيْدِى الْقُدْرَةْ، وَمَعَ بُرُوْزِهٖ اِلٰى هٰذَا الْعَالَمِ ظَهَرَ مِنَ الْعَجَائِبْ، مَايَدُلُّ عَلٰى اَنَّهُ اَشْرَفُ الْمَخْلُوْقِيْنَ وَاَفْضَلُ الْحَبَائِبْ، فَقَدْ وَرَدَ عَنْ عَبْدِالرَّحْمٰنِ ابْنِ عَوْفٍ عَنْ اُمِّهِ الشَّفَّآءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ لَمَّا وَلَدَتْ اَمِنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ عَلٰى يَدَيَّ فَاسْتَهَلَّ فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُوْلُ رَحِمَكَ اللهُ اَوْ رَحِمَكَ رَبُّكَ، قَالَتِ الشَّفَّآءُ فَاَضَآءَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبْ، حَتَّى نَظَرْتُ اِلٰى بَعْضِ قُصُوْرِ الرُّوْم، قَالَتْ ثُمَّ اَلْبَسْتُهُ وَاَضْجَعْتُهُ فَلَمْ اَنْشَبْ عَنْ غَشِيَتْنِى ظُلْمَةٌ وَرُعْبٌ وَقُشَعْرِيْرَةٌ عَنْ يَمِيْنٖى، فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُوْلُ اَيْنَ ذَهَبْتَ بِهٖ قَالَ اِلَى الْمَغْرِبْ، وَاَسْفَرَ ذٰالِكَ عَنِّي ثُمَّ عَاوَدَنِي الرُّعْبُ وَظُلْمَةُ وَالْقُشَعْرِيْرَةُ عَنْ يَسَارِي، فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُوْلُ اَيْنَ ذَهَبْتَ بِهٖ قَالَ اِلَى الْمَشْرِقْ، قَالَتْ فَلَمْ يَزَالِ الْحَدِيْثُ مِنّٖي عَلٰى بَالٍ حَتَّى ابْتَعَثَهُ اللهُ، فَكُنْتُ مِنْ اَوَّالٍ النَّاسِ اِسْلَامًا، وَكَمْ تَرْجَمَتِ السُّنَّةُ مِنْ عَظِيْمِ الْمُعْجِزَاتْ، وَبَاهِرِ الْأَيَاتِ الْبَيِّنَاتْ، بِمَا يَقْضِي بِعَظِيْمِ شَرَفِهِ عِنْدَ مَوْلَاهْ، وَأَنَّ عَيْنَ عِنَايَتِهٖ فِي كُلِّ حِيْنٍ تَرْعَاهْ، وَاَنَّهُ الْهَادِى اِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
ثُمَّ اِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ اَنْ حَكَمَتِ الْقُدْرَةُ بِظُهُوْرِهٖ، وَاَنْتَشَرَتْ فِي الْأَكْوَانِ لَوَامِعُ نُوْرِهٖ، تَسَابَقَتْ اِلٰى رَضَاعِهِ الْمُرْضِعَاتْ، وَتَوَفَّرَتْ رَغَبَاتُ اَهْلِ الْوُجُوْدِ فِي حَضَانَةِ هٰذِهِ الذَّاتْ، فَنَفَذَ الْحُكْمُ مِنَ الْحَضْرَةِ الْعَظِيْمَةِ، بِوَاسِطَةِ السَّوَابِقِ الْقَدِيْمَةْ، بِأَنَّ الْأَوْلٰى بِتَرْبِيَةِ هٰذَا الْحَبِيْبِ وَحَضَانَتِهِ السَّيِّدَةُ حَلِيْمَةْ، وَحِيْنَ لَاحَظَتْهُ عُيُوْنُهَا، وَبَرَزَ فِي شَأْنِهَا مِنْ اَسْرَارِ الْقُدْرَةِ الرَّبَّانِيَّةِ مَكْنُوْنُهَا، نَازَلَ قَلْبَهَا مِنَ الْفَرَحِ وَالسُّرُوْر، مَادَلَّ عَلَى اَنَّ حَظَّهَا مِنَ الْكَرَامَةِ عِنْدَ اللهِ حَظٌّ مَوْفُوْر، فَحَنَتْ عَلَيْهِ حُنُوَّ الْأُمَّهَاتِ عَلَى الْبَنِيْن، وَرَغِبَتْ فِي رَضَاعِهٖ طَمَعًا فِي نَيْلِ بَرَكَاتِهِ الَّتِي شَمِلَتِ الْعَالَمِيْن، فَطَلَبَتْ مِنْ اُمِّهِ الْكَرِيْمَةْ، اَنْ تَتَوَلّٰى رَضَاعَهُ وَحَضَانَتَهُ وَتَرْبِيَتَهُ بِالْعَيْنِ الرَّحِيْمَةْ، فَأَجَابَتْهَا بِالتَّلْبِيَةِ لِدَاعِيْهَا، لِمَا رَأَتْ مِنْ صِدْقِهَا فِي حُسْنِ التَّرْبِيَّةِ وَوُفُوْرِ دَوَاعِيْهَا، فَتَرَحَّلَتْ بِهٖ اِلٰى مَنَازِلِهَا مَسْرُوْرَةْ، وَهِيَ بِرِعَايَةِ اللهِ مَحْفُوْفَةٌ وَبَعَيْنِ عِنَايَتِهِ مَنْظُوْرَةْ، فَشَاهَدَتْ فِي طَرِيْقِهَا مِنْ غَرِيْبِ الْمُعْجِزَاتْ، مَادَلَّهَا عَلٰى اَنَّهُ اَشْرَفُ الْمَخْلُوْقَاتْ، فَقَدْ اَتَتْ وَشَارِفُهَا وَاَتَانُهَا ضَعِيْفَتَانْ، وَرَجَعَتْ وَهُمَا لِدَوَآبِّ الْقَافِلَةِ يَسْبِقَانْ، وَقَدْ دَرَّتِ الشَّارِفُ وَالشِّيَاةُ مِنَ الْأَلْبَانْ، بِمَا حَيَّرَ الْعُقُوْلَ وَالْأَذْهَانْ، وَبَقِيَ عِنْدَهَا فِي حَضَانَتِهَا وَزَوْجِهَا سَنَتَيْن، تَتَلَقّٰى مِنْ بَرَكَاتِهٖ وَعَجَائِبِ مُعْجِزَاتِهٖ مَا تَقَرُّ بِهِ الْعَيْن، وَتَنْتَشِرُ اَسْرَارُهُ فِي الْكَوْنَيْن، حَتّٰى وَاجَهَتْهُ مَلَائِكَةُ التَّخْصِيْصِ وَالْٳِكْرَامْ، بِالشَّرَفِ الَّذِيْ عَمَّتْ بَرَكَتُهُ الْأَنَامْ، وَهُوَ يَرْعٰى الْأَغْنَامَ، فَاَضْجَعُوْهُ عَلَى الْأَرْضِ اِضْجَاعَ تَشْرِيْف، وَشَقُّوْا بَطْنَهُ شَقًّا لَطِيْف، ثُمَّ اَخْرَجُوْا مِنْ قَلْبِهٖ مَااَخْرَجُوْهُ وَاَوْدَعُوْا فِيْهِ مِنْ اَسْرَارِ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ مَا اَوْدَعُوْهُ، وَمَا اَخْرَجَ الْأَمْلَكُ مِنْ قَلْبِهٖ اَذًى، وَلٰكِنَّهُمْ زَادُهُ طُهْرًا عَلٰى طُهْرٍ وَهُوَ مَعَ ذٰلِكَ فِي قُوَّةٍ وَثَبَاتٍ، يَتَصَفَّحُ مِنْ سُطُوْرِ الْقُدْرَةِ الْٳِلَهِيَّةِ بَاهِرَ الْأَيَاتِ، فَبَلَغَ اِلٰى مُرْضِعَتِهِ الصَّالِحَةِ الْعَفِيْفَةْ، مَاحَصَلَ عَلٰى ذَاتِهِ الشَّرِيْفَة، فَتَخَوَّفَتْ عَلَيْهِ مِنْ حَادِثٍ تَخْشَاهْ، لَمْ تَدْرِ اَنَّهُ مُلَاحَظٌ بِالْمُلَاحَظَةِ التَّامَّةِ مِنْ مَوْلَاهُ، فَرَدَّتْهُ اِلٰى اُمِّهٖ وَهِيَ غَيْرُ سَخِيَّةٍ بِفِرَاقِهْ، وَلَكِنْ لِمَا قَامَ مَعَهَا مِنْ حُزْنِ الْقَلْبِ عَلَيْهِ وَاِشْفَاقِهْ، وَهُوَ بِحَمْدِاللهِ فِي حِصْنٍ مَانِعٍ وَمَقَامٍ كَرِيْم.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
فَنَشَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلٰى اَكْمَلِ الْأَوْصَافِ، يَحُفُّهُ مِنَ اللهِ جَمِيْلُ الرِّعَايَةِ وَغَامِرُ الْأَلْطَافِ، فَكَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فيِ الشَّهْر، وَيَظْهَرُ عَلَيْهِ فِي صِبَاهُ مِنْ شَرَفِ الْكَمَالِ مَا يَشْهَدُ لَهُ بِأَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْر، وِلَمْ يَزَلْ وَاَنْجُمُ سُعُوْدِهٖ طَالِعَةْ، وَالْكَائِنَاتُ لِعَهْدِهٖ حَافِظَةٌ وَلِاَمْرِهٖ طَائِعَه، فَمَا نَفَثَ عَلٰى مَرِيْضٍ اِلَّا شَفَاهُ الله، وَلَاتَوَجَّهَ فِي غَيْثٍ اِلَّا وَاَنْزَلَهُ مَوْلَاه، حَتّٰى بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ اَشُدَّه، وَمَضَتْ لَهُ مِنْ سِنِّ الشَّبَابِ وَالْكُهُوْلَةِ مُدَّة، فَاجَأَتْهُ الْحَضْرَةُ الْٳِلَهِيَّةُ بِمَا شَرَّفَتْهُ بِهٖ وَحْدَه، فَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوْحُ الْأَمِيْن، بِالْبُشْرٰى مِنْ رَبِّ الْعَالَمِيْن، فَتَلَا عَلَيْهِ لِسَانُ الذِّكْرِ الْحَكِيْمِ. شَاهِدَ (وَاِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيْمٍ عَلِيْم) فَكَانَ اَوَّلَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْحَضْرَةِ مِنْ جَوَامِعِ الْحِكَمِ، قَوْلُهُ تَعَالٰى (اِقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَق، خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَق، اِقْرَأ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم، اَلَّذِيْ عَلَّمَ بِالْقَلَم، عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم) فَمَا اَعْظَمَهَا مِنْ بِشَارَةٍ، اَوْصَلَتْهَا يَدُ الْأِحْسَان، مِنْ حَضْرَةِ الْأِمْتِنَان، اِلٰى هٰذَا الْأِنْسَان، وَاَيَّدَتْهَا بِشَارَةْ (اَلرَّحْمٰنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْٳِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) وَلَاشَكَّ اَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْأِنْسَانُ الْمَقْصُوْدُ بِهٰذَا التَّعْلِيْمِ مِنْ حَضْرَةِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْم.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
ثُمَّ اِنَّهُ بَعْدَ مَانَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ الْبَلِيْغُ، تَحَمَّلَ اَعْبَاءَ الدَّعْوَةِ وَالتَّبْلِيْغِ، فَدَعَا الْخَلْقَ اِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ، فَاَجَابَهُ بِالْاِذْعَانِ مَنْ كَانَتْ لَهُ بَصِيْرَةٌ مُنِيْرَةْ، وَهِيَ اِجَابَةٌ سَبَقَتْ بِهَا الْأَقْضِيَةُ وَالْأَقْدَارْ، تَشَرَّفَ بِالسَّبْقِ اِلَيْهَا الْمُهَاجِرُوْنَ وَالْأَنْصَارُ، وَقَدْ اَكْمَلَ اللهُ بِهِمَّةِ هٰذَا الْحَبِيْبِ وَاَصْحَابِهٖ هَذَا الدِّيْنَ، وَاَكْبَتَ بِشِدَّةِ بَأْسِهِمْ قُلُوْبَ الْكَافِرِيْنَ وَالْمُلْحِدِيْن، فَظَهَرَ عَلٰى يَدَيْهِ مِنْ عَظِيْمِ الْمُعْجِزَات، مَايَدُلُّ عَلٰى اَنَّهُ اَشْرَفُ اَهْلِ الْأَرْضِ وَالسَّمٰوَاتِ، فَمِنْهَا تَكْثِيْرُ الْقَلِيْل، وَبُرْءُ الْعَلِيْل، وَتَسْلِيْمُ الْحَجَر، وَطَاعَةُ الشَّجَر، وَانْشِقَاقُ الْقَمَر، وَالْٳِخْبَارُ بِالْمُغَيَّبَات، وَحَنِيْنُ الْجِذْعِ الَّذِيْ هُوَ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَات، وَشَهَادَةُ الضَّبِّ لَهُ وَالْغَزَالَة، بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَة، اِلٰى غَيْرِ ذٰلِكَ مِنْ بَاهِرِ الْآيَات، وَغَرَائِبِ الْمُعْجِزَات، اَلَّتِيْ اَيَّدَهُ اللهُ بِهَا فِي رِسَالَتِه، وَخَصَّصَهُ بِهَا مِنْ بَيْنِ بَرِيَّتِهٖ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ لَهُ قَبْلَ النُّبُوَّةِ اِرْهَاصَاتْ، هِيَ عَلٰى نُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ مِنْ اَقْوٰى الْعَلَامَات، وَمَعَ ظُهُوْرِهَا وَانْتِشَارِهَا سَعِدَ بِهَا الصَّادِقُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْن، وَشَقِيَ بِهَا الْمُكَذِّبُوْنَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ وَالْمُنَافِقِيْنَ، وَتَلَقَّاهَا بِالتَّصْدِيْقِ وَالتَّسْلِيْم، كُلُّ ذِيْ قَلْبٍ سَلِيْمٍ.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وِمِنَ الشَّرَفِ الَّذِيْ اخْتَصَّ اللهُ بِهٖ اَشْرَفَ رَسُوْل، مِعْرَاجُهُ اِلٰى حَضْرَةِ اللهِ الْبَّرِ الْوَصُوْل، وَظُهُوْرُ اٰيَاتِ اللهِ الْبَاهِرَةِ فِي ذٰلِكَ الْمِعْرَاج، وَتَشَرُّفُ السَّمٰوَاتِ وَمَنْ فَوْقَهُنَّ بِـاِشْرَاقِ نُوْرِ ذٰلِكَ السِّرَاج، فَقَدْ عَرَجَ الْحَبِيْبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْأَمِيْنُ جِبْرِيْل، اِلٰى حَضْرَةِ الْمَلِكِ الْجَلِيْل، مَعَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّبْجِيْل، فَمَا مِنْ سَمَآءٍ وَلَجَهَا اِلَّا وَبَادَرَهُ اَهْلُهَا بِالتَّرْحِيْبِ وَالتَّكْرِيْمِ وَالتَّأْهِيْل، وَكُلُّ رَسُوْلٍ مَرَّ عَلَيْهِ، بَشَرَهُ بِمَا عَرَفَهُ مِنْ حَقِّهٖ عِنْدَ اللهِ وَشَرِيْفِ مَنْزِلَتِهٖ لَدَيْه، حَتَّى جَاوَزَ السَّبْعَ الطِّبَاقْ، وَوَصَلَ اِلٰى حَضْرَةِ الْٳِطْلَاقْ، نَازَلَتْهُ مِنَ الْحَضْرَةِ الْٳِلَهِيَّةْ، غَوَامِرٌ النَّفَحَاتِ الْقُرْبِيَّةْ، وَوَاجَهَتْهُ بِالتَّحِيَّاتْ، وَاَكْرَمَتْهُ بِجَزِيْلِ الْعَطِيَّات، وَاَوْلَتْهُ جَمِيْلُ الْهِبَاتْ، وَنَادَتْهُ بِشَرِيْفِ التَّسْلِيْمَاتْ، بَعْدَ اَنْ اَثْنٰى عَلٰى تِلْكَ الْحَضْرَةِ بِالتَّحِيَّاتِ الْمُبَارَكَاتِ الصَّلَوَاتِ الطِّيِّبَاتْ، فَيَالَهَا مِنْ نَفَحَاتٍ غَامِرَاتٍ، وَتَجَلِّيَاتٍ عَالِيَاتٍ فِي حَضْرَاتٍ بَاهِرَاتٍ، تَشْهَدُ فِيْهَا الذَّاتُ لِلذَّاتِ، وَتَتَلَقّٰى عَوَاطِفَ الرَّحْمَاتِ، وَسَوَابِغَ الْفُيُوْضَاتِ، بِأَيْدِيْ الْخُضُوْعِ وَالْأِخْبَات.
رُتَبٌ تَسْقُطُ الْأَمَانِيُّ حَسْرٰى
دُوْنَهَا مَا وَرَآءَ هُنَّ وَرَآءُ.
عَقَلَ الْحَبِيْبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْحَضْرَةِ مِنْ سِرِّهَا مَا عَقَل، وَاتَّصَلَ مِنْ عِلْمِهَا بِمَا اتَّصَلَ، فَاَوْحٰى اِلٰى عَبْدِهٖ مَااَوْحٰى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَارَأَى، فَمَا هِيَ اِلَّا مِنْحَةٌ خَصَّصَتْ بِهَا حَضْرَةُ الْأِمْتِنَانْ، هَذَا الْٳِنْسَانْ، وَاَوْلَتْهُ مِنْ عَوَاطِفِهَا الرَّحِيْمَةِ مَا يَعْجِزُ عَنْ حَمْلِهِ الثَّقَلَانْ، وَتِلْكَ مَوَاهِبُ لَا يَجْسُرُ الْقَلَمُ عَلَى شَرْحِ حَقَائِقِهَا، وَلَاتَسْتَطِيْعُ الْأَلْسُنُ اَنْ تُعْرِبَ عَنْ خَفِـيِّ دَقَائِقِهَا، خَصَّصَتْ بِهَا الْحَضْرَةُ الْوَاسِعَةَ، هٰذِهِ الْعَيْنَ النَّاظِرَةَ وَالْأُذُنَ السَّامِعَة، فَلَا يَطْمَعُ طَامِعٌ فِي الْٳِطَّلَاعٍ عَلَى مَسْتُوْرِهَا، وَالْٳِحَاطَةِ بِشُهُوْدِ نُوْرِهَا، فَإِنَّهَا حَضْرَةٌ جَلَتْ عَنْ نَظَرِ النَّاظِرِيْن، وَرُتْبَةٌ عَزَّتْ عَلٰى غَيْرِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْن، فَهَنِيْئًا لِلْحَضْرَةِ الْمُحَمَّدِيَّة، مَا وَاجَهَهَا مِنْ عَطَايَا الْحَضْرَةِ الْأَحَدِيَّة، وَبُلُوْغُهَا اِلٰى هَذَا الْمَقَامِ الْعَظِيْم.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وَحَيْثُ تَشَرَّفَتِ الْأَسْمَاعُ بِاَخْبَارِ هٰذَا الْحَبِيْبِ الْمَحْبُوْب، وَمَاحَصَلَ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ فِي عَوَالِمِ الشَّهَادَةِ وَالْغُيُوْب، تَحَرَّكَتْ هِمَّةُ الْمُتَكَلِّمِ اِلٰى نَشْرِ مَحَاسِنِ خَلْقِ هٰذَا السَّيِّدِ وَاَخْلَاقِهٖ، لِيَعْرِفَ السَّامِعُ مَا اَكْرَمَهُ اللهُ بِهِ مِنَ الْوَصْفِ الْحَسَنِ وَالْخَلْقِ الْجَمِيْلِ الَّذِيْ خَصَّصَتْهُ بِهِ عِنَايَةُ خَلَّاقِهٖ، فَلْيُقَابِلِ السَّامِعُ مَا اُمْلِيْهِ عَلَيْهِ مِنْ شَرِيْفِ الْأَخْلَاقِ بِأُذُنٍ وَاعِيَّة، فَإِنَّهُ سَوْفَ يَجْمَعُهُ مِنْ اَوْصَافِ الْحَبِيْبِ عَلَى الرُّتْبَةِ الْعَالِيَّة، فَلَيْسَ يُشَابِهُ هٰذَا السَّيِّدَ فِي خَلْقِهِ وَاَخْلَاقِهِ بَشَرْ، وَلَايَقِفُ اَحَدٌ مِنْ اَسْرَارِ حِكْمَةِ اللهِ فِي خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ عَلَى عَيْنٍ وَلَااَثَرْ، فَإِنَّ الْعِنَايَةَ الْأَزَلِيَّةَ، طَبَعَتْهُ عَلٰى اَخْلَاقٍ سَنِيَّةْ، وَاَقَامَتْهُ فِي صُوْرَةٍ حَسَنَةٍ بَدْرِيَّةْ، فَلَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوْعَ الْقَامَةْ، اَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشَرَّبًا بِحُمْرَهْ، وَاسِعَ الْجَبِيْنِ، حَسَنَهُ شَعْرُهُ بَيْنَ الْجُمَّةِ وَالْوَفْرَة، وَلَهُ الْٳِعْتِدَالُ الْكَامِلُ فِي مَفَاصِلِهٖ وَاَطْرَافِهْ، وَالْٳِسْتِقَامَةُ الْكَامِلَةُ فِي مَحَاسِنِهِ وَاَوْصَافِهْ، لَمْ يَأْتِ بَشَرٌ عَلَى مِثْلِ خَلْقِه، فِي مَحَاسِنٍ نَظَرِهٖ وَسَمْعِهٖ وَنُطْقِهٖ، قَدْ خَلَقَهُ اللهُ عَلٰى اَجْمَلِ صُوْرَةْ، فِيْهَا جَمِيْعُ الْمَحَاسِنِ مَحْصُوْرَهْ، وَعَلَيْهَا مَقْصُوْرَةْ، إِذَا تَكَلَّمَ نَثَرَ مِنَ الْمَعَارِفِ وَالْعُلُوْمِ نَفَائِسَ الدُّرَرْ، وَلَقَدْ اُوْتِيَ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ مَا عَجَزَ عَنِ الْٳِتْيَانِ بِمِثْلِهٖ مَصَاقِعُ الْبُلَغَاءِ مِنَ الْبَشَرْ، تَتَنَزَّهُ الْعُيُوْنُ فِي حَدَائِقِ مَحَاسِنِ جَمَالِهٖ، فَلَا تَجِدُ مَخْلُوْقًا فِي الْوُجُوْدِ عَلٰى مِثَالِهٖ. سَيِّدٌ ضِحْكُهُ تَبَسُّمُ وَالْمَﺷْ
يُ الْهُوَيْنَا وَنَوْمُهُ الْٳِغْفَاءُ
مَاسِوٰى الْخُلُقِهِ النَّسِيْمُ وَلَا غَيْ
رُ مُهَيَّاهُ الرَّوْضَةُ الْغَنَّاءُ
رَحْمَةٌ كُلُّهُ وَحَزْمٌ وَعَزْمٌ
وَوَقَارٌ وَعِصْمَةٌ وَحَيَاءُ
مُعْجِزُالْقَوْلِ وَالْفِعَالِ الْكَرِيْمُ
الْخَلْقِ وَالْخُلْقِ مُقْسِطٌ مِعْطَاءُ.
وَإِذَا مَشٰى فَكَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، فَيَفُوْتُ سَرِيْعَ الْمَشْيِ مِنْ غَيْرِ خَبَبْ، فَهُوَ الْكَنْزُ الْمُطَلْسَمُ الَّذِيْ لَا يَأْتِي عَلَى فَتْحٍ بَابِ اَوْصَافِهٖ مِفْتَاحْ، وَالْبَدْرُ التِّمُّ الَّذِيْ يَأْخُذُ الْأَلْبَابَ إِذَا تَخَيَّلَتْهُ اَوْ سَنَاهُ لَهَا لَاحْ،
حَبِيْبٌ يَغَارُ الْبَدْرُ مِنْ حُسْنِ وَجْهِهٖ،
تَحَيَّرَةِ الْأَلْبَابُ فِى وَصْفِ مَعْنَاهُ،
فَمَاذَا يُعْرِبُ الْقَوْلُ عَنْ وَصْفٍ يُعْجِزُ الْوَاصِفِيْنَ، اَوْ يُدْرِكُ الْفَهْمُ مَعْنَى ذَاتٍ جَلَّتْ اَنْ يَكُوْنَ لَهَا فِي وَصْفِهَا مُشَارِكٌ اَوْ قَرِيْن،
كَمُلَتْ مَحَاسِنُهُ فَلَوْ اَهْدَى السَّنَا،
لِلْبَدْرِ عِنْدَ تَمَامِهِ لَمْ يُخْسَفِ،
وَعَلَى تَفَنُّنِ وَاصِفِيْهِ بِوَصْفِهٖ
يَفْنَ الزَّمَانُ وَفِيْهِ مَالَمْ يُوْصَفِ،
فَمَا اَجَلَّ قَدْرَهُ الْعَظِيْم، وَاَوْسَعَ فَضْلَهُ الْعَمِيْم.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وَلَقَدِ اتَّصَفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقْ، بِمَا تَضِيْقُ عَنْ كِتَابَتِهٖ بُطُوْنُ الْأَوْرَاقْ، كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَخَلْقًا، وَاَوَّلَهُمْ اِلٰى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ سَبْقًا، وَاَوْسَعَهُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ حِلْمًا وَرِفْقًا، بَرًّا رَؤُفًا، لَايَقُوْلُ وَلَايَفْعَلُ اِلَّا مَعْرُوْفًا، لَهُ الْخُلُقُ السَّهْلُ، وَاللَّفْظُ الْمُحْتَوِيْ عَلَى الْمَعْنَى الْجَزْلِ، إِذَا دَعَاهُ الْمِسْكِيْنُ اَجَابَهُ اِجَابَةً مُعَجَّلَةْ، وَهُوَ الْأَبُ الشَّفِيْقُ الرَّحِيْمُ لِلْيَتِيْمِ وَالْأَرْمَلَةْ، وَلَهُ مَعَ سُهُوْلَةِ اَخْلَاقِهِ الْهَيْبَةُ الْقَوِيَّةْ، اَلَّتِيْ تَرْتَعِدُ مِنْهَا فَرَائِصُ الْأَقْوِيَاءِ مِنَ الْبَرِيَّةْ، وَمِنْ نَشْرِ طِيْبِهِ تَعَطَّرَتِ الطُّرُقُ وَالْمَنَازِلْ، وَبِعَرْفِ ذِكْرِهِ تَطَيَّبَتِ الْمَجَالِسُ وَالْمَحَافِلْ، فَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَامِعُ الصِّفَاتِ الْكَمَالِيَّةْ، وَالْمُنْفَرِدُ فِي خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ بِأَشْرَفِ خُصُوْصِيَّةْ، فَمَا مِنْ خُلُقٍ فِي الْبَرِيَّةِ مَحْمُوْدٌ، اِلَّا وَهُوَ مُتَلَقًّى عَنْ زَيْنِ الْوُجُوْدْ.
اَجْمَلْتُ فِى وَصْفِ الْحَبِيْبِ وَشَأْنِهِ
وَلَهُ الْعُلَا فِى مَجْدِهِ وَمَكَانِهِ
اَوْصَافُ عِزٍّ قَدْ تَعَالَى مَجْدُهَا
اَخَذَتْ عَلَى نَجْمِ السُّهَا بِعِنَانِهِ.
وَقَدِ انْبَسَطَ الْقَلَمُ فِي تَدْوِيْنِ مَا اَفَادَهُ الْعِلْمُ مِنْ وَقَائِعِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ الْكَرِيْم، وَحِكَايَةِ مَا اَكْرَمَ اللهُ بِهِ هٰذَا الْعَبْدَ الْمُقَرَّبَ مِنَ التَّكْرِيْمِ وَالتَّعْظِيْمِ وَالْخُلُقِ الْعَظِيْم، فَحَسُنَ مِنِّي اَنْ اُمْسِكَ اَعِنَّةَ الْأَقْلَامْ فِي هَذَا الْمَقَامْ، وَاَقْرَأَ السَّلَامْ، عَلَى سَيِّدِ الْأَنَامْ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحَمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه۞ وَبِذَلِكَ يَحْسُنُ الْخَتْمُ كَمَا يَحْسُنُ التَّقْدِيْم، فَعَلَيْهِ اَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْم.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ اَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمْ عَلٰى سَيِّدِنَا وَنَبِيْنَا مُحَمَّدِ نِالرَّؤُفِ الرَّحِيْمِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وَلَمَّا نَظَمَ الْفِكْرُ مِنْ دَرَارِيِّ الْأَوْصَافِ الْمُحَمَّدِيَّةِ عُقُوْدًا، تَوَجَّهْتُ اِلَى اللهِ مُتَوَسِّلًا بِسَيِّدِي وَحَبِيْبِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اَنْ يَجْعَلَ سَعْيِيْ فِيْهِ مَشْكُوْرًا وَفِعْلِي فِيْهِ مَحْمُوْدًا، وَاَنْ يَكْتُبَ عَمَلِي فِي الْأَعْمَالِ الْمَقْبُوْلَةِ، وَتَوَجُّهِي فِي التَّوَجُّهَاتِ الْخَالِصَةِ وَالصِّلَاتِ الْمَوْصُوْلَةِ، اَللَّهُمَّ يَامَنْ اِلَيْهِ تَتَوَجَّهُ الْأٰمَالُ فَتَعُوْدُ ظَافِرَةْ، وَعَلَى بَابِ عِزَّتِهِ تُحَطُّ الرِّحَالُ فَتَغْشَاهَا مِنْهُ الْفُيُوْضَاتُ الْغَامِرَةْ، نَتَوَجَّهُ اَلَيْكَ، بِاَشْرَفِ الْوَسَائِلِ لَدَيْكَ، سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْن، عَبْدِكَ الصَّادِقِ الْأَمِيْن، سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ ِۨالَّذِيْ عَمَّتْ رِسَالَتُهُ الْعَالَمِيْن، اَنْ تُصَلِّيَ وَتُسَلِّمَ عَلَى تِلْكَ الذَّاتِ الْكَامِلَةْ، مُسْتَوْدَعِ اَمَانَتِكَ، وَحَفِيْظِ سِرِّك، وَحَامِلِ رَايَةِ دَعْوَتِكَ الشَّامِلَةْ، اَلْأَبِ الْأَكْبَرْ، اَلْمَحْبُوْبِ لَكَ وَالْمُخَصَّصِ بِالشَّرَفِ الْأَفْخَرْ، فِي كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْقُرْبِ وَمَظْهَر، قَاسِمِ اِمْدَادِكَ فِي عِبَادِكَ، وَسَاقِي كُؤُوْسِ اِرْشَادِكَ لِاَهْلِ وِدَادِكَ، سَيِّدِ الْكَوْنَيْن، وَاَشْرَفِ الْثَّقَلَيْن، اَلْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْخَالِصْ، اَلْمَخْصُوْصِ مِنْكَ بِاَجَلِّ الْخَصَائِصْ، اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى اٰلِهٖ وَاَصْحَابِهٖ، وَاَهْلِ حَضْرَةِ اقْتِرَابِهِ مِنْ اَحْبَابِهْ، اَللَّهُمَّ اِنَّ نُقَدِّمُ اِلَيْكَ جَاهَ هٰذَا النَّبِيِّ الْكَرِيْم، وَنَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِشَرَفِ مَقَامِهِ الْعَظِيْم، اَنْ تُلَاحِظَنَا فِي حَرَكَاتِنَا وَسَكَنَاتِنَا بِعَيْنِ عِنَايَتِكْ، وَاَنْ تَحْفَظَنَا فِي جَمِيْعِ اَطْوَارِنَا وَتَقَلُّبَاتِنَا بِجَمِيْلِ رِعَايَتِكَ، وَحَصِيْنِ وِقَايَتِكَ، وَاَنْ تُبَلِّغَنَا مِنْ شَرَفِ الْقُرْبِ اِلَيْكَ وَاِلٰى هٰذَا الْحَبِيْبِ غَايَةَ اٰمَالِنَا، وَتَتَقَبَّلَ مِنَّا مَا تَحَرَّكْنَا فِيْهِ مِنْ نِيَّاتِنَا وَاَعْمَالِنَا، وَتَجْعَلَنَا فِي حَضْرَةِ هٰذَا الْحَبِيْبِ مِنَ الْحَاضِرِيْن، وَفِي طَرَائِقِ اتِّبَاعِهِ مِنَ السَّالِكِيْن، وَلِحَقِّكَ وَحَقِّهِ مِنَ الْمُؤَدِّيِيْن، وَلِعَهْدِكَ مِنَ الْحَافِظِيْن، اَللَّهُمَّ اِنَّ لَنَا اَطْمَاعًا فِي رَحْمَتِكَ الْخَاصَّةِ فَلَا تُحْرِمْنَا، وَظُنُوْنًا جَمِيْلَةً هِيَ وَسِيْلَتُنَا اِلَيْكَ فَلَا تُخَيِّبْنَا، اَمَنَّا بِكَ وَبِرَسُوْلِكَ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الدِّيْن، وَتَوَجَّهْنَا بِهِ اِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِيْن، اَنْ تُقَابِلَ الْمُذْنِبَ مِنَّا بِالْغُفْرَان۞ وَالْمُسِيْءَ بِالْإِحْسَانِ، وَالسَّآئِلَ بِمَا سَأَلْ، وَالْمُؤَمِّلَ بِمَا اَمَّلْ، وَاَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ نَصَرَ هٰذَا الْحَبِيْبَ وَوَازَرَهْ، وَوَالَأهُ وَظَاهَرَهْ، وَعُمَّ بِبَرَكَتِهِ وَشَرِيْفِ وِجْهَتِهِ اَوْلَادَنَا وَوَالِدِيْنَا، وَاَهْلَ قُطْرِنَا وَوَادِيْنَا، وَجَمِيْعِ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَات، وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَات، فِي جَمِيْعِ الْجِهَاتْ، وَاَدِمْ رَايَةَ الدِّيْنِ الْقَوِيْمِ فِي جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ مَنْشُوْرَهْ، وَمَعَالِمَ الْٳِسْلَامِ وَالْٳِيْمَانِ بِاَهْلِهَا مَعْمُوْرَهْ، مَعْنًى وَصُوْرَهْ، وَاكْشِفِ اللَّهُمَّ كُرْبَةَ الْمَكْرُوْبِيْن، وَاَقْضِ دَيْنَ الْمَدِيْنِيْن، وَاغْفِرْ لِلْمُذْنِبِيْن، وَتَقَبَّلْ تَوْبَةَ التَّائِبِيْن، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ عَلٰى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِيْنَ اَجْمَعِيْن، وَاكْفِ شَرَّ الْمُعْتَدِيْنَ وَالظَّالِمِيْن، وَابْسُطِ الْعَدْلَ بِوُلَاةِ الْحَقِّ فِي جَمِيْعِ النَّوَاحِى وَالْأَقْطَار، وَاَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيْدٍ مِنْ عِنْدِكَ وَ نَصْرٍ عَلَى الْمُعَانِدِيْنَ مِنَ الْمُنَافِقِيْنَ وَالْكُفَّار، وَاجْعَلْنَا يَارَبِّ فِي الْحِصْنِ الْحَصِيْنِ مِنْ جَمِيْعِ الْبَلَايَا۞ وَفِي الْحِرْزِ الْمَكِيْنِ مِنَ الذُّنُوْبِ وَالْخَطَايَا، وَاَدِمْنَا فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ وَالصِّدْقِ فِي خِدْمَتِكَ قَائِمِيْنَ، وَإِذَا تَوَفَّيْتَنَا فَتَوَفَّنَا مُسْلِمِيْنَ مُؤْمِنِيْن۞ وَاخْتِمْ لَنَا مِنْكَ بِخَيْرٍ اَجْمَعِيْن، وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى هَذَا الْحَبِيْبِ الْمَحْبُوْب، لِلْأَجْسَامِ وَالْأَرْوَاحِ وَالْقُلُوْب۞ وَعَلَى اَلِهِ وَصَحْبِهِ وَمِنْ اِلَيْهِ مَنْسُوْب، وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن.