بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجِبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْعِ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ ٣×
۞ توسل ۞
اِلٰى حَضْرَةِ سَيِّدِنَا رَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَاَنْصَارِ رَسُوْلِ اللهِ وَالْمُهَاجِرِيْنَ مَعَ رَسُوْلِ الله، ثُمَّ اِلٰى رُوْحِ سَيِّدِنَا الْمُهَاجِرِ اِلٰى اللهِ اَحْمَدَ بْنِ عِيْسٰ، ثُمَّ اِلٰى رُوْحِ سَيِّدِنَا الْفَقِيْهِ الْمُقَدَّمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِى بَاعَلَوِى وَاُصُوْلِهِمْ وَفُرُوْعِهِمْ، ثُمَّ اِلٰى رُوْحِ الشَّيْخ مُحَمَّد اَلْعَزَبْ اَلدِّمْيَاطِى وَأُصُولِهٖ وَفُرُوعِهِمْ وَوَالِدِيْنَ وَوَالِدِيْهِمْ وَاَمْوَاتِنَا وَاَمْوَاتِهِمْ وَاَمْوَاتِ الْمُسْلِمِيْنَ اَجْمَعِيْن. وَاِلٰى حَضْرَةِ النَّبِيِّ اَلْفَاتِحَةْ.
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً
صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلٰى رُؤْيَا جَمَالِهْ
صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَهُ يَقَظَةً وَمَنَامًا
صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَلْجَنَّةُ وَنَعِيْمُهَا سَعْدٌ لِمَنْ يُصَلِّى وَيُسَلِّمْ وَيُبَرِكْ عَلَيْهِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَالَاحَ فِى الْأُفْقِ لَمْعُ بَارِقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
خَيْرِ الْوَرٰى أَشْرَفِ الْخَلَائِقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَصْدَقِ عَبْدٍ بِالْحَقِّ نَاطِقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَبْهَرِ نُوْرٍ فِى الْكَوْنِ شَارِقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
يَارَبِّ صَلِّ علَيْـهِ وَسَلِّـمْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
أَشْرَفِ بَدْرٍ فِي الْكَوْنِ اَشْرَقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
أَكْرَمِ دَاعٍ يَدْعُوْ اِلَى الْحَـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَلْمُصْطَفَى الصَّادِقِ الْمُصَدَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَحْلَى الْوَرَى مَنْطِقًا وَاَصْدَقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
اَفْضَلِ مَـنْ بِالتُّقَـى تَحَقَّـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
مَنْ بِالسَّخَا وَالْوَفَـا تَخَلَّـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَاجْمَعْ مِنَ الشَّمْلِ مَا تَفَـرَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَاصْلِحْ وَسَهِّلْ مَا قَدْ تَعَـوَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَافْتَحْ مِنَ الْخَيْرِ كُلَّ مُغْلَـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَآلِهْ وَمَنْ بِالنَّبِـيِّ تَعَلَّـقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَآلِهْ وَمَنْ لِلْحَبِيْبِ يَعْشَقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
وَمَنْ بِحَبْلِ النَّبِـيِّ تَوَثَّقْ
يَارَبِّ صَلِّ عَلٰى مُحَمَّدْ ۞
يَارَبِّ صَلِّ علَيْهِ وَسَلِّمْ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
أَعُوْذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
لَقَدْجَاۤءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ اَنْفُسِكُمْ، عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَءُوْفٌ رَّحِيْم، فَاِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّٰهُ لَآ اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ۗ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، اِنَّ اللّٰهَ وَمَلٰۤىِٕكَتَهٗ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّۗ يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا.
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي قَدْ أَوْجَدَا
مِنْ نُورِهِ نُورًا بِهِ عَمَّ الْهُدَىٰ
سَبَقَ الْعَوَالِمَ فِي الْوُجُودِ بِأَسْرِهَا
فَالْكُلُّ مِنْهُ فِي الْحَقِيقَةِ مُبْتَدَا
أَعْنِي بِذَلِكَ نُورَ مَنْ سَادَ الْوَرَىٰ
وَزَكَتْ عَنَاصِرُهُ الشَّرِيفَةُ مَحْتِدَا
اَلْمُصْطَفَىٰ خَيْرَ الْخَلَائِقِ مَنْ سَمَا
وَعَلَا عَلٰى فَلَكِ السِّيَادَةِ سُؤْدَدَا
صَلَّىٰ عَلَيْهِ مُسَلِّمًا مَوْلَاهُ مَعْ
آلٍ لَهُ وَالصَّحْبِ مَا نَجْمٌ بَدَا
هُوَ رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِينَ وَنِعْمَةٌ
فَاضَتْ عَلٰى كُلِّ الْبَرِيَّةِ بِالنَّدَا
هٰذَا وَأَرْجُو اللهَ مِنْ إِفْضَالِهِ
عَوْنًا عَلٰى نَظْمِي لِمَوْلِدِ أَحْمَدَا
كَيْ تُنْعَشَ الْأَرْوَاحُ عِنْدَ سَمَاعِهِ
وَتُقَلَّدَ الْأَسْمَاعُ دُرًّا نُضِّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞
وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامْ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
اِعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ قَدَّرَ سَابِقًا
تَكْوِينَهُ هٰذَا الْجَنَابَ الْمُفْرَدَا
إِذْ قَالَ جَلَّ لِقَبْضَةٍ مِنْ نُورِهِ
كُونِي بِقُدْرَتِنَا الْحَبِيْبَ مُحَمَّدَا
فَهُوَ الْحَبِيْبُ الْمُجْتَبَى قِدْمًا كَمَا
قَدْ صَحَّ هٰذَا بِالدَّلِيلِ وَأُسْنِدَا
وَعَلَيْهِ فِي الْأَزَلِ النُّبُوَّةُ أُفْرِغَتْ
وَلَنَا بِهِ الْمَوْلٰى الْمُعَظَّمُ أَسْعَدَا
وَبِوَجْهِ آدَمَ لَاحَ هٰذَا النُّوْرُ إِذْ
خَرَّتْ مَلَائِكَةُ الْمُهَيْمِنِ سُجَّدَا
وَلِسَائِرِ الْأَصْلَابِ مِنْهُ مُنَقَّلٌ
حَتَّى اسْتَقَرَّ بِوَالِدَيْهِ وَأُبِّدَا
وَحَمٰى الْإِلٰهُ مِنَ السِّفَاحِ أُصُوْلَهُ
وَعَلَوْا بِهِ شَرَفًا أَثِيلًا أَمْجَدَا
وَلِوَالِدَيْهِ الرَّبُّ قَدْ أَحْيَا كَمَا
قَدْ جَاءَ هٰذَا فِي الْحَدِيثِ وَأُيِّدَا
قَدْ آمَنَا حَقًّا بِهِ فَاسْتَوْجَبَا
كُلًّ النَّجَاةِ وَبِالْجِنَانِ تَخَلَّدَا
فَهُمَا يَقِينًا نَاجِيَانِ وَمَنْ يَقُلْ
بِخِلَافِنَا ضَلَّ السَّبِيْلَ وَأُبْعِدَا
وَكَذَا جَمِيْعِ أُصُوْلِهِ مَأْوَاهُمُ
دَارُ النَّعِيْمِ كَمَا رَوَاهُ مَنِ اهْتَدَى
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞
وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامْ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
فَهُوَ النَّبِيُّ مُحَمَّدُ ابْنُ ذَبِيْحِهِمْ
مَنْ كَانَ عَبْدَ اللهِ كَهْفًا سَيِّدَا
وَبِعَبْدِ مُطَّلِبٍ أَبُوْهُ لَقَدْ دُعِي
وَهُوَ ابْنُ هَاشِمِ نِالْجَوَادِ الْمُقْتَدَى
أَعْنِي ابْنَ عَبْدِ مَنَافِهِمْ مَنْ يَنْتَمِي
لِقُصَيِّ بْنِ كِلَابِهِمْ مُجْلِى الصَّدَا
وَهُوَ ابْنُ مُرَّةَ نَجْلِ كَعْبِهِمُ الَّذِي
لِلُؤَيِّهِمْ نُسِبَ ابْنُ غَالِبِ نِالْعِدَا
ذَاكَ ابْنُ فِهْرٍ مَنْ أَبُوْهُ مَالِكٌ
قَدْ كَانَ حَصْنًا لِلْأَنَامِ وَمَعْضِدَا
اَلسَّيِّدُ ابْنُ النَّضْرِ مُفْرَدُ عَصْرِهِ
مَنْ بِالنَّضَارَةِ وَالْجَمَالِ تَفَرَّدَا
هٰذَا هُوَ ابْنُ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةٍ
مَنْ بِالْفَخَارِ سَمَا وَفَاقَ الْفَرْقَدَا
وَهُوَ ابْنُ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ الَّذِي
فِي صُلْبِهِ سُمِعَ النَّبِيُّ مُوَحِّدَا
يُعْزَىٰ إِلٰى مُضَرٍ هُوَ ابْنُ نِزَارِهِمْ
أَعْنِي بِهِ ابْنَ مَعَدِّهِمْ مَنْ أُرْشِدَا
وَهُوَ ابْنُ عَدْنَانَ الْإِمَامِ الْمُنْتَقَىٰ
مَنْ لِلذَّبِيحِ لَهُ انْتِسَابٌ أُكِّدَا
هٰذَا هُوَ النَّسَبُ الَّذِي اتَّفَقُوا عَلَيْهِ
وَمَنْ يَخُضْ مِنْ بَعْدُ خَالَفَ وَاعْتَدَىٰ
وَإِلَيْهِ قَدْ كَانَ الْمُشَفَّعُ يَنْتَهِي
وَيُكَذِّبُ النَّسَّابَ مَهْمَا عَدَّدَ
وَهُوَ الَّذِي فَرْضٌ عَلَيْنَا حِفْظُهُ
وَكَذَاكَ كُلُّ مُكَلَّفٍ قَدْ وَحَّدَا
أَكْرِمْ بِهِ نَسَبًا بِعِقْدِ نِظَامِهِ
وَحُلَىٰ مَفَاخِرِهِ الْوُجُوْدَ تَقَلَّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞
وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامْ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
هٰذَا وَلَمَّا أَنْ أَرَادَ إِلٰهُنَا
إِظْهَارَهُ السِّرَّ الْمَصُونَ الْأَسْعَدَا
اِخْتَصَّ آمِنَةَ الرِّضَا أُمًّا لَهُ
وَلَهَا بِهِ أَمَّ الْهَنَا وَتَأَبَّدَا
حَمَلَتْ بِجَوْهَرِهِ الشَّرِيْفِ وَمَا شَكَتْ
ثِقَلًا وَلَا وَهَنًا بِهَا طُولَ الْمَدَىٰ
وَهَوَاتِفُ الرَّحْمَنِ قَدْ هَتَفَتْ بِهَا
وَبِسَائِرِ الْأَكْوَانِ قَدْ سُمِعَ النِّدَا
وَتَقُوْلُ يَا بُشْرَاكِ قَدْ نِلْتِ الْمُنَىٰ
وَحَمَلْتِ خَيْرَ الْمُرْسَلِينَ الْأَمْجَدَا
وَبِلَيْلَةِ الْحَمْلِ الْمُعَظَّمِ فُتِّحَتْ
جَنَّاتُ فِرْدَوْسٍ وَطَابَتْ مَوْرِدَا
وَالْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ فِيهَا عُطِّرَا
وَالْأُنْسُ وَافَى وَالسُّرُورُ تَجَدَّدَا
وَبِعَامِهَا قَدْ عَمَّ حِصْبٌ فِي الْوَرَىٰ
مِنْ بَعْدِ جَدْبٍ لِلْبَرِيَّةِ أَجْهَدَا
وَتَبَاشَرَتْ بِالشَّرْقِ وَالْغَرْبِ الْوُحُوشُ
وَبِالصَّفَا طَيْرُ الْمَسَرَّةِ غَرَّدَا
وَأُهَيْلُ شِرْكٍ أَصْبَحَتْ أَصْنَامُهَا
مَنْكُوْسَةً وَهَوَانُهَا لَنْ يُجْحَدَا
وَبِعَامِ فَتْحٍ لَقَّبُوا ذَا الْعَامَ إِذْ
كَمْ مِنْ فُتُوحَاتٍ بِهِ لَنْ تُعْهَدَا
وَجَمِيعِ أَخْبَارٍ رَوَتْ أَخْبَارَهُ
وَزَهَا بِهَا وَجْهُ الزَّمَانِ تَوَرُّدَا
وَتَقُولُ حَانَ ظُهُورُ بَدْرِ السَّعْدِ مِنْ
أُفُقِ الْعُلَا لِنَرَىٰ الْحَبِيبَ وَنُسْعَدَا
فِي عَامِهِ كُلُّ النِّسَاءِ كَرَامَةً
لِلْمُصْطَفَىٰ حَمَلَتْ ذُكُوْرًا رُشَّدَا
وَلَكَمْ بِهِ ظَهَرَتْ عَجَائِبُ جَمَّةٌ
عَنْهَا لَقَدْ ضَاقَ النِّطَاقُ تَعَدُّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞
وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامْ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
مِنْ حَمْلِهِ لَمَّا مَضَىٰ شَهْرَانِ قَدْ
وَافَىٰ الْمَنُونُ أَبَا النَّبِيِّ الْأَجْوَدَا
وَبِطَيْبَةٍ قَدْ كَانَ ذَلِكَ مُذْ أَتَىٰ
أَخْوَالَهُ مِنْ أَرْضِ شَامٍ مُسْعِدَا
وَأَقَامَ فِيهَا عِنْدَهُمْ مُتَوَجِّعًا
شَهْرًا سَقِيمًا صَابِرًا مُتَجَلِّدَا
وَضَرِيحُهُ قَدْ أَشْرَقَتْ أَنْوَارُهُ
مَنْ زَارَهُ نَالَ الْمُنَىٰ وَالْمَقْصِدَا
وَلَدَا تَمَامِ الْحَمْلِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ
حَانَتْ وِلَادَةُ مَنْ أَتَانَا مُرْشِدَا
وَتَأَرَّجَتْ أَرْجَاءُ هٰذَا الْكَوْنِ مِنْ
نَفَحَاتِهِ وَبَدَا الْحُبُورُ مُجَدَّدَا
وَتَنَفَّسَتْ أَنْوَارُ صُبْحِ طُلُوعِهِ
حَتَّىٰ غَدَا لَيْلُ الضَّلَالِ مُبَدَّدَا
وَلِأُمِّهِ فِي الطَّلْقِ جَاءَتْ مَرْيَمُ
وَكَذَاكَ آسِيَةُ الَّتِي مُنِحَتْ هُدَىٰ
وَأَتَىٰ مِنَ الْفِرْدَوْسِ حُورٌ مَعْهُمَا
لِيَكُوْنَ تَأْنِيسًا لَهَا وَتَوَدَّدَا
فَهُنَاكَ قَدْ جَاءَ الْمَخَاضُ فَأَبْرَزَتْ
شَمْسَ الْهُدَىٰ خَيْرَ الْأَنَامِ الْأَوْحَدَا
صَلَّى الله عَلٰى مُحَمَّدْ ۞ صَلَّى الله عَلٰى وَسَلَّمْ
صَلَّى الله عَلٰى مُحَمَّدْ ۞ يَارَبِّ صَلِّ وَسَلِّمْ
قَدْ كَانَ طَهَ الْمُصْطَفَىٰ خَيْرَ الْوَرٰى
خَلْقًا وَخَلْقًا مِثْلُهُ لَنْ يُّوْجَدَا
مُبْيَضَّ لَوْنٍ قَدْ تَشَرَّبَ حُمْرَةً
ذَا قَامَةٍ مَرْبُوعَةٍ سُقِيَتْ نَدَا
سَهْلًا لِخَدٍّ كَثَّ لِحْيَتِهِ الَّتِي
قَدْ شُرِّفَتْ وَعَظِيْمَ رَأْسٍ مُجِّدَا
أَقْنٰى لِعِرْنِينٍ أَغَرَّ وَوَاسِعًا
فَمُهُ حَوٰى دُرًّا وَحُسْنًا أَوْحَدَا
وَكَحِيلَ طَرْفٍ كَانَ سَيِّدُنَا كَذَا
ذَا جَبْهَةٍ فَاقَتْ هِلَالًا أَرْشَدَا
وَحَوٰى حَوَاجِبَ زُجِّجَتْ وَتَفَلَّجَتْ
أَسْنَانُهُ مُحْمَرَّ خَدٍّ أَوْرَدَا
وَإِذَا مَشٰى مُتَكَفِّئًا فَكَأَنَّمَا
يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ عَلَا مُسْتَرْشِدَا
مِنْ حُسْنِ طَلْعَةِ وَجْهِهِ الشَّمْسُ اكْتَسَتْ
وَبِنُورِ ضَوْءِ جَبِيْنِهِ الْبَدْرُ ارْتَدٰى
وَيَفُوحُ مِنْهُ شَذًى يَفُوقُ بِطِيبِهِ
مِسْكًا زَكِيًّا مُسْتَطَابًا أَجْوَدَا
وَيُعَظِّمُ الشُّرَفَاءَ وَالْفُضَلَا وَلَمْ
يَحْقِرْ فَقِيرًا بَلْ نَدَاهُ تَعَوَّدَا
وَلِأَهْلِهِ ذَا خِدْمَةٍ مُتَوَاضِعًا
لِلّٰهِ فِي دَارِ الْفَنَاءِ زَاهِدَا
وَالثَّوْبَ يَرْقَعُ بَلْ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ
وَالْعُذْرَ يَقْبَلُهُ وَيَصْفَحُ عَنْ عِدَا
لِلّٰهِ يَرْضٰى ثُمَّ يَغْضَبُ إِنْ فَشَتْ
حُرُمَاتُهُ إِذْ فِي عَوَاقِبِهَا الرَّدَى
وَتَهَابُهُ كُلُّ الْمُلُوكِ جَلَالَةً
وَلِمَنْ يُلَاقِي بِالسَّلَامِ قَدِ ابْتَدَا
وَيُمَازِحُ الْأَصْحَابِ حَقَّ مِزَاحِهِ
وَلَهُمْ بِنُصْحٍ لَا يَزَالُ مُسَدِّدَا
كَمْ مِنْ خَصَائِصَ لَيْسَ يُحْصَرُ جَمْعُهَا
وَبِهَا خِتَامُ الرُّسْلِ أَضْحٰى مُفْرَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞
وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامْ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلٰى اٰلِه
وَإِلٰى هُنَا قَدْ تَمَّ مَا رَمْنَاهُ مِنْ
نَظْمٍ بِمَوْلِدِهِ زَهَا مُتَفَرِّدَا
فَلْنَسْأَلِ الْمَوْلَى الْمُقَدَّسَ وَلْنَقُلْ
يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُنْتَهٰى وَالْمُبْتَدَا
نَدْعُوكَ يَاغَوْثُ الْعِبَادِ بِجَاهِهِ
كُنْ فِي الْخُطُوبِ لَنَا مُعِينًا مُنْجِدَا
وَعَلٰى عَوَائِدِكَ الْحِسَانِ فَأَجْرِنَا
فَالْكُلُّ أَضْحٰى بِالْجَمِيلِ مُعَوَّدَا
وَبِمَا نُؤَمِّلُ يَا كَرِيمُ فَجُدْ لَنَا
فَضْلًا وَكُنْ بِالْجُودِ مِنْكَ مُزَوَّدَا
وَامْنُنْ بِصَرْفٍ النَّفْسِ عَنْ شَهَوَاتِهَا
وَافْكُكْ فُؤَادًا فِي هَوَاهُ تَقَيَّدَا
وَمِنَ الْجَرَائِمِ تُبْ عَلَيْنَا وَاهْدِنَا
وَاغْفِرْ لِكُلِّ مَا جَنَى وَتَعَمَّدَا
وَامْنُنْ بِعَافِيَةٍ لِمَرْضَانَا وَجُدْ
بِالُّلطْفِ يَا مَنْ بِالْمَكَارِمِ عَوَّدَا
وَبِحِلْيَةِ الْإِيمَانِ حَلِّ قُلُوبَنَا
وَلَهَا بِأَنْوَارِ الْمَعَارِفِ أَسْعَدَا
وَإِلٰى سِوَاكَ فَلَا تَكِلْنَا وَاسْقِنَا
غَيْثًا مُغِيثًا لِلْبَرِيَةِ جَيِّدَا
وَاحْرُسْ حِمٰى طٰهٰ وَاجْزِلْ خَيْرَهُ
وَاخْذُلْ لِمَنْ قَدْ رَامَ سُوءًا أَوْرَدَا
وَكَذَا بِلَادَ الْمُسْلِمِينَ احْفَظْ لَهَا
جَمْعًا وَبِالْفَرَجِ الْقَرِيبِ تَعَهَّدَا
وَانْظُرْ إِلٰى سُلْطَانِنَا بِعِنَايَةٍ
وَانْصُرْ بِهِ الشَّرْعَ الْحَنِيفَ وَمَهِّدَا
وَلِدِينِنَا ثَبِّتْ وَقَوِّ يَقِيْنَنَا
كَيْمَا يَقِينَا مَا نُحَاذِرُهُ غَدَا
وَنَفُوزَ مِنْ خَيْرِ الْوَرٰى بِشَفَاعَةٍ
وَنَحُوزَ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ مَقْعَدَا
وَلِعَبْدِكَ الْعَزَبِ الْفَقِيرِ مُحَمَّدٍ
مُنْشِيهِ فِي دَارِ الْكَرَامَةِ خَلِّدَا
وَأَدِمْ لَهُ حُسْنَ الْجِوَارِ بِطَيْبَةٍ
وَارْزُقْهُ سِرًّا عَنْ سِوَاكَ مُجَرَّدَا
وَلِوَالِدَيْهِ اغْفِرْ كَذَا ذُرِّيَّةٌ
وَامْنَحْهُمُ السِّتْرَ الْجَمِيلَ مُؤَبَّدَا
وَشُيُوخُهُ وَأَحِبَّةً وَلِقَارِئٍ
وَلِسَامِعٍ يُصْغِي إِلَيْهِ مُمَجِّدَا
وَلِمُجْرِ هٰذَا الْخَيْرِ وَاشْكُرْ سَعْيَهُ
وَاجْعَلْهُ فِي مَهْدِ الْقَبُولِ مُمَهَّدَا
وَاَجِبْ دُعَانَا إِذْ وَعَدْتَ وَهَبْ لَنَا
حُسْنَ الْخِتَامِ فَحَاشَا تُخْلِفُ مَوْعِدَا
وَصَلَاةُ مَوْلَانَا وَتَسْلِيمٌ عَلٰى
أَزْكٰى شَفِيعٍ لِلْبَرِيَّةِ قَدْ هَدٰى
وَالْآلِ وَالْأَصْحَابِ مَا هَبَّتْ صَبَا
فَأَمَالَتِ الْغُصْنَ الرَّطِيبَ الْأَمْلَدَا