اَلْفَاتِحَةَ لِرَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ وَآلِهٖ وَأَصْحَابِهٖ وَمَنْ وَالَأهُ مِنْ جَمِيْعِ اَوْلِيَإِاللهِ وَاَصْفِيَاءِ الله خُصُوْصًا لِرُوْحِ الْإِمَامِ أَبِى الْحَسَنِ الشَّاذِلِى الْحَسَنِى وَاَبِى الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُرْسِى وَالْإِمَامِ أَبِى عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدٍ الْبُصِيْرِى وَالشَّيْخِ مُحَمَّدْ كَشْفِ الْأَنْوَارْ الْبَنْجَرِ وَأُصُوْلِهِمْ وَفُرُوْعِهِمْ وَاَهْلِ سِلْسِلَتِهِمْ وَالْآخِذِيْنَ عَنْهُمْ وَالْمُنْتَسِبِيْنَ اِلَيْهِمْ. اَنَّ اللهَ يَتَغَشَّاهُمْ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ وَيُعِيْدُ عَلَيْنَا وَعَلٰى اَهْلِ بَلْدَتِنَا اِنْدُوْنِيْسِيَا مِنْ بَرَكَاتِهِمْ وَاَسْرَارِهِمْ وَاَنْوَارِهِمْ وَعُلُوْمِهِمْ وَنَفَحَاتِهِمْ وَخُصُوْصِيَّاتِهِمْ وَكَرَامَاتِهِمْ وَيَحْمِيْنَا بِحِمَايَتِهِمْ فِى الدّيْنِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَعَلٰى نِيَّةِ اَنَّ اللهَ الْكَرِيْمَ يُقَوِّى عَلَيْنَا الْإِيْمَانِ وَالْيَقِيْنَ وَالرِّضَا وَالتَّسْلِيْمَ وَاَنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَيْنَا بِالْعَفِيَةِ وَالتَّوْفِيْقِ وَالْهِدَايَةِ وَالْإِسْتِقَامَةِ وَطُوْلِ الْعُمْرِ فِى طَاعَةِ اللهِ وَرَسُوْلِهٖ وَحِفْظِ الْإِيْمَانِ وَالْوَفَاةِ عَلَيْهِ اِنَّهُ اَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ وَرِزْقًا حَلَالًا مُبَارَكًا طَيِّبًا وَاسِعًا وَالْغِنٰى عَنِ النَّاسِ وَاَنَّ اللهَ يُزِيْلُ عَنَّا الْخِصَالَ الْمَذْمُوْمَةَ وَيُحَلِّيْنَا بِالْخِصَالِ الْمَحْمُوْدَةِ وَلِكُلِّ نِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَاِلٰى حَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهٖ وَصَحْبِهٖ وَسَلَّمَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ.
اَلْفَاتِحَة...
اَلْحَمْدُ الِلّٰهِ مُنْشِئِ الْخَلْقِ مِنْ عَـدَمِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْمُخْتَـارِ فِي الْقِدَمِ
مَوْلَايَ صَلِّي وَسَلِّمْ دَائِمًا أَبَـدًا
عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ
يَا رَبِّ صَلِّي عَلَى مَنْ حَلَّ فِى الْحَرَمِ
مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى مَنْ خُصَّ بِالْكَرَمِ
أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيرَانٍ بِذِي سَلَمٍ
مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ
أَمْ هَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَة
وَأَوْمَضَ الْبَرْقُ فِي الظُلْمَاءِ مِنْ إِضَمِ
فَمَا لِعَيْنَيْكَ إِنْ قُلْتَ أكْفُفَا هَمَتَا
وَمَا لِقَلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الْحُبَّ مُنْكَتِمٌ
مَا بَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَمُضْطَرِمِ
لَوْلَا الْهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعًا عَلَى طَلَلِ
وَلَاأَرِقْتَ لِذِكْرِ الْبَانِ وَالْعَلَمِ
فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُبًّا بَعْدَمَا شَهِدَتْ
بِهِ عَلَيْكَ عُدُولُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ
وَأَثْبَتَ الْوَجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَضَنًى
مِثْلَ الْبَهَارِ عَلَى خَدَّيْكَ وَالْعَنَمِ
نَعَمْ سَرَى طَيْفُ مَنْ أَهْوَى فَأَرَّقَنِي
وَالْحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتَ بِالْأَلَمِ
يَا لَائِمِي فِي الْهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَةً
مِنِّي إِلَيْكَ وَلَوْ أَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ
عَدَتْكَ حَالِيَ لَا سِرِّي بِمُسْتَتِرٍ
عَنِ الْوُشَاةِ وَلَا دَائِي بِمُنْحَسِمِ
مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لَكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
إِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُذَّالِ فِي صَمَمِ
إِنِّي اتَّهَمْتُ نَصِيحَ الشَّيْبِ فِي عَذَلِي
وَالشَّيْبُ أَبْعَدُ فِي نُصْحِ عَنِ التُّهَمِ
فَإِنَّ أَمَّارَتيِ بِالسُّوءِ مَا اتَّعَظَتْ
مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيرِ الشَّيْبِ وَالْهَرَمِ
وَلَا أَعَدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الْجَمِيلِ قِرَى
ضَيْفٍ أَلَمَّ بِرَأْسِي غَيْرَ مُحْتَشَمِ
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّي مَا أُوَقِّرُهُ
كَتَمْتُ سِرًّا بَدَاليِ مَنْهُ بِالْكَتَمِ
مَنْ لِي بِرَدِّ جِمَاحٍ مِنْ غَوَايَتِهَا
كَمَا يُرَدُّ جِمَاحُ الْخَيْلِ بِاللُّجُمِ
فَلَا تَرُمْ بِالْمَعَاصِي كَسْرَ شَهْوَتِهَا
إِنَّ الطَّعَامَ يُقَوِّي شَهْوَةَ النَّهِمِ
وَالنَّفْسُ كَالطِّفِلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى
حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَحَاذِرْ أَنْ تُوَلِّيَهُ
إِنَّ الْهَوَى مَا تَوَلَّى يُصْمِ أَوْ يَصِمِ
وَرَاعِهَا وَهِيَ فيِ الْأَعْمَالِ سَائِمَةٌ
وَإِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ الْمَرْعَى فَلَا تُسِمِ
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةَ لِلْمَرْءِ قَاتِلَةً
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فيِ الدَّسَمِ
وَاخْشَ الدَّسَائِسَ مِنْ جُوعٍ وَمِنْ شِبَعِ
فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرُّ مِنَ التُّخَمِ
وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلَأَتْ
مِنَ الْمَحَارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا
وَإِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
وَلَا تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلَا حَكَمًا
فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ
اَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ بِلَا عَمَلٍ
لَقَدْ نَسَبْتُ بِهِ نَسْلًا لِذِي عُقُمِ
أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ لَكِنْ مَا ائْتَمَرْتُ بِهِ
وَمَا اسْتَقَمْتُ فَمَا قَوْليِ لَكَ اسْتَقِمِ
وَلَا تَزَوَّدْتُ قَبْلَ الْمَوْتِ نَافِلَةً
وَلَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ وَلَمْ أَصُمِ
ظَلَمْتُ سُنَّةَ مَنْ أَحْيَا الظَّلَامَ إِلَى
أَنِ اشْتَكَتْ قَدَمَاهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَمِ
وَشَدَّ مِنْ سَغَبٍ أَحْشَاءَهُ وَطَوَى
تَحْتَ الْحِجَارَةِ كَشْحًا مُتْرَفَ الْأَدَمِ
وَرَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ الشُّمُّ مِنْ ذَهَبٍ
عَنْ نَفْسِهِ فَأَرَاهَا أَيَّمَا شَمَمِ
وَأَكَّدَتْ زُهْدَهُ فِيهَا ضَرُورَتُهُ
إِنَّ الضَّرُورَةَ لَا تَعْدُو عَلَى الْعِصَمِ
وَكَيْفَ تَدْعُو إِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةُ مَنْ
لَوْلَاهُ لَمْ تَخْرُجِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَدَمِ
مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْـ
ـنِ وَالْفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الْآمِرُ النَّاهِي فَلَا أَحَدٌ
أَبَرَّ فيِ قَوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَمِ
هُوَ الْحَبِيبُ الَّذِي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكُلِّ هَوْلٍ مِنَ الْأَهْوَالِ مُقْتَحِمِ
دَعَا إِلَى اللهِ فَالْمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ
مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ
فَاقَ النَبِيّينَ فيِ خَلْقٍ وَفِي خُلُقٍ
وَلَمْ يُدَانُوهُ فيِ عِلْمٍ وَلَا كَرَمِ
وَكُلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ
غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
وَوَاقِفُونَ لَدَيْهِ عِنْدَ حَدِّهِمِ
مِنْ نُقْطَةِ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الْحِكَمِ
فَهْوَ الَّذِي تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُورَتُهُ
ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَارِئُ النَّسَمِ
مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيكٍ فيِ مَحَاسِنِهِ
فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيِهِ غَيْرُ مُنْقَسِمِ
دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَارَى فيِ نَبِيِّهِمِ
وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيهِ وَاحْتَكِمِ
وَانْسُبْ إِلٰى ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ
وَانْسُبْ إِلٰى قَدْرِهِ مَا شِئْتَ مِنْ عِظَمِ
فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ لَهُ
حَدٌّ فَيُعْرِبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ
لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آيَاتُهُ عِظَمًا
أَحْيَا اسْمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ
لَمْ يَمْتَحِنَّا بِمَا تَعْيَا الْعُقُولُ بِهِ
حِرْصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرْتَبْ وَلَمْ نَهِمْ
أَعْيَا الْوَرَى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرَى
لِلْقُرْبِ وَالْبُعْدِ مِنْهُ غَيْرُ مُنْفَحِمِ
كَالشَّمْسِ تَظْهَرُ لِلْعَيْنَيْنِ مِنْ بُعُدٍ
صَغِيرَةً وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أَمَمِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ فيِ الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ
قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عَنْهُ بِالْحُلُمِ
فَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ
وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ
وَكُلُّ آيٍ أَتَى الرُّسْلُ الْكِرَامُ بِهَا
فَإِنَّمَا اتَّصَلَتْ مِنْ نُوِرِهِ بِهِمِ
فَإِنَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبُهَا
يُظْهِرْنَ أَنْوَارَهَا لِلنَّاسِ فيِ الظُّلَمِ
أَكْرِمْ بِخَلْقِ نَبِيٍ زَانَهُ خُلُقٌ
بِالْحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالْبِشْرِ مُتَّسِمِ
كَالزَّهْرِ فيِ تَرَفٍ وَالْبَدْرِ فيِ شَرَفٍ
وَالْبَحْرِ فيِ كَرَمٍ وَالدَّهْرِ فيِ هِمَمِ
كَأَنَّهُ وَهُوَ فَرْدٌ مِنْ جَلَالَتِهِ
فيِ عَسْكَرٍ حِينَ تَلْقَاهُ وَفيِ حَشَمِ
كَأَنَّمَا اللُّؤْلُؤْ الْمَكْنُونُ فيِ صَدَفٍ
مِنْ مَعْدِنَيْ مَنْطِقٍ مِنْهُ وَمُبْتَسَمِ
لَا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْبًا ضَمَّ أَعْظُمَهُ
طُوبىَ لِمُنْتَشِقٍ مِنْهُ وَمُلْتَثِمِ
أَبَانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيبِ عُنْصُرِهِ
يَاطِيبَ مُبْتَدَإٍ مِنْهُ وَمُخْتَتَمِ
يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيهِ الْفُرْسُ أَنَّهُمُ
قَدْ أُنْذِرُوا بِحُلُولِ الْبُؤْسِ وَالنِّقَمِ
وَبَاتَ إِيوَانُ كِسْرَى وَهُوَ مُنْصَدِعٌ
كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرَى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
وَالنَّارُ خَامِدَةُ الْأَنْفَاسِ مِنْ أَسَفٍ
عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاهِي الْعَيْنِ مِنْ سَدَمِ
وَسَاءَ سَاوَةَ أَنْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا
وَرُدَّ وَارِدُهَا بِالْغَيْظِ حِينَ ظَمِي
كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَاءِ مِنْ بَلَلٍ
حُزْنًا وَبِالْمَاءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
وَالْجِنُّ تَهْتِفُ وَالْأَنْوَارُ سَاطِعَةٌ
وَالْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنًى وَمِنْ كَلِمِ
عَمُوا وَصَمُّوا فَإِعْلَانُ الْبَشَائِرِ لَمْ
تُسْمَعْ وَبَارِقَةُ الْإِنْذَارِ لَمْ تُشَمِ
مِنْ بَعْدِ مَا أَخْبَرَ الْأَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ
بِأَنَّ دِينَهُمُ الْمُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
وَبَعْدَمَا عَايَنُوا فِي الْأُفْقِ مِنْ شُهُبٍ
مُنْقَضَّةٍ وَفْقَ مَا فيِ الْأَرْضِ مِنْ صَنَمِ
حَتَّى غَدَا عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ
مِنَ الشَّيَاطِينِ يَقْفُوا إِثْرَ مُنْهَزِمِ
كَأَنَّهُمْ هَرَبًا أَبْطَالُ أَبْرَهَةٍ
أَوْ عَسْكَرٌ بِالْحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
نَبْذًا بِهِ بَعْدَ تَسْبِيحٍ بِبَطْنِهِمَا
نَبْذَ الْمُسَبِّحِ مِنْ أَحْشَاءِ مُلْتَقِمِ
جَاءَتْ لِدَعْوَتِهِ الأَشْجَارُ سَاجِدَةً
تَمْشِي إِلَيْهِ عَلَى سَاقٍ بِلَا قَدَمِ
كَأَنَّمَا سَطَرَتْ سَطْرًا لِمَا كَتَبَتْ
فُرُوعُهَا مِنْ بَدِيعِ الْخَطِّ بِاللَّقَمِ
مَثْلُ الْغَمَامَةِ أَنَّى سَارَ سَائِرَةً
تَقِيهِ حَرَّ وَطِيسٍ لِلْهَجِيرِ حَمِي
أَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ
مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ الْقَسَمِ
وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمِ
وَكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الْكُفَّارِ عَنْهُ عَمِي
فَالصِّدْقُ فيِ الْغَارِ وَالصِّدِّيقُ لَمْ يَرِمَا
وَهُمْ يَقُولُونَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ
ظَنُّوا الْحَمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوتَ عَلَى
خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمِ
وِقَايَةُ اللهِ أَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ
مِنَ الدُّرُوعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الأُطُمِ
مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ
إِلَّا وَنِلْتُ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ
وَلَا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ
إِلَّا اسْتَلَمْتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلِمِ
لاَ تُنْكِرِ الْوَحْيَ مِنْ رُؤْيَاهُ إِنَّ لَهُ
قَلْبًا إِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ
وَذَاكَ حِينَ بُلُوغٍ مِنْ نُبَوَّتِهِ
فَلَيْسَ يُنْكَرُ فِيهِ حَالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ اللهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبٍ
وَلَا نَبيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ
وَأَطْلَقَتْ أَرِبًا مِنْ رِبْقَهِ اللَّمَمِ
وَأَحَيتِ السَّنَةَ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ
حَتَّى حَكَتْ غُرَّةً فيِ الْأَعْصُرِ الدُّهَمِ
بِعَارِضٍ جَادَ أَوْ خِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَا
سَيْبًا مِنَ الْيَمِّ أَوْ سَيْلًا مِنَ الْعَرِمِ
دَعْنيِ وَوَصْفِي آيَاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ
ظُهُورَ نَارِ الْقِرَى لَيْلًا عَلَى عَلَمِ
فَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْنًا وَهُوَ مُنْتَظِمٌ
وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَدْرًا غَيْرَ مُنْتَظِمِ
فَمَا تَطَاوُلُ آمَالُ الْمَدِيحِ إِلٰى
مَا فِيهِ مِنْ كَرَمِ الْأَخْلَاقِ وَالشِّيَمِ
آيَاتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمَنُ مُحْدَثَةٌ
قَدِيمَةُ صِفَةُ الْمَوْصُوفِ بِالْقِدَمِ
لَمْ تَقْتَرِنْ بِزَمَانٍ وَهِيَ تُخْبِرُنَا
عَنِ الْمَعَادِ وَعَنْ عَادٍ وَعَنْ إِرَمِ
دَامَتْ لَدَيْنَا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ
مِنَ النَّبِيِّينَ إِذْ جَاءَتْ وَلَمْ تَدُمِ
مُحْكَّمَاتٌ فَمَا تُبْقِينَ مِنْ شُبَهٍ
لِذِي شِقَاقٍ وَلَا تَبْغِينَ مِنْ حَكَمِ
مَا حُورِبَتْ قَطُّ إِلَّا عَادَ مِنْ حَرَبٍ
أَعْدَى الْأَعَادِي إِلَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بَلَاغَتُهَا دَعْوَى مُعَارِضِهَا
رَدَّ الْغَيْورِ يَدَ الْجَانيِ عَنِ الْحَرَمِ
لَهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ فيِ مَدَدٍ
وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فيِ الْحُسْنِ وَالْقِيَمِ
فَمَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى عَجَائِبُهَا
وَلَا تُسَامُ عَلَى الْإِكْثَارِ بِالسَّأَمِ
قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ قَارِيهَا فَقُلْتُ لَهُ
لَقَدْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
إِنْ تَتْلُهَا خِيفَةً مِنْ حَرِّ نَارِ لَظَى
أَطْفَأْتَ حَرَّ لَظَى مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمِ
كَأَنَّهَا الْحَوْضُ تَبْيَضُّ الْوُجُوهُ بِهِ
مِنَ الْعُصَاةِ وَقَدْ جَاءُوهُ كَالْحُمَمَ
وَكَالصِّرَاطِ وَكَالْمِيزَانِ مَعْدِلَةً
فَالْقِسْطُ مِنْ غَيْرِهَا فيِ النَّاسِ لَمْ يَقُمِ
لاَ تَعْجَبَنْ لِحَسُودٍ رَاحَ يُنْكِرُهَا
تَجَاهُلًا وَهُوَ عَيْنُ الْحَاذِقِ الْفَهِمِ
قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ
وَيُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمِ
يَا خَيْرَ مَنْ يَمَّمَ الْعَافُونَ سَاحَتَهُ
سَعْيًا وَفَوْقَ مُتُونِ الْأَيْنُقِ الرُّسُمِ
وَمَنْ هُوَ الْآيَةُ الْكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ
وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ الْعُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
سَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَيْلًا إِلٰى حَرَمٍ
كَمَا سَرَى الْبَدْرُ فيِ دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
وَبِتَّ تَرْقَى إِلٰى أَنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً
مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ تُرَمِ
وَقَدَّمَتْكَ جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ بِهَا
وَالرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلٰى خَدَمِ
وَأَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ بِهِمْ
فيِ مَوْكِبٍ كُنْتَ فِيهِ الصَّاحِبَ الْعَلَمِ
حَتَّى إِذَا لَمْ تَدَعْ شَأْوًا لِمُسْتَبِقٍ
مِنَ الدُّنُوِّ وَلَا مَرْقَى لِمُسْتَنِمِ
خَفَضْتَ كُلَّ مَقَامٍ بِالْإِضَافَةٍ إِذْ
نُودِيتَ بِالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ الْعَلَمِ
كَيْمَا تَفُوزَ بِوَصْلٍ أَيِّ مُسْتَتِرٍ
عَنِ الْعُيُونِ وَسِرٍّ أَيِّ مُكْتَتِمِ
فَحُزْتَ كُلَّ فَخَارٍ غَيْرَ مُشْتَركٍ
وَجُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غَيْرَ مُزْدَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدَارُ مَا وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ
وَعَزَّ إِدْرَاكُ مَا أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
بُشْرَى لَنَا مَعْشَرَ الْإِسْلَامٍ إِنَّ لَنَا
مِنَ الْعِنَايَةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ
لَمَّا دَعَا اللهُ دَاعِينَا لِطَاعَتِهِ
بِأَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا أَكْرَمَ الْأُمَمِ
رَاعَتْ قُلُوبَ الْعِدَا أَنْبَاءُ بِعْثَتِهِ
كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلًا مِنَ الْغَنَمِ
مَا زَالَ يَلْقَاهُمُ فيِ كُلِّ مُعْتَرَكٍ
حَتَّى حَكَوْا بِالْقَنَا لَحْمًا عَلَى وَضَمِ
وَدُّوا الْفِرَارَ فَكَادُوا يَغْبِطُونَ بِهِ
أَشْلَاءَ شَالَتْ مَعَ الْعِقْبَانِ وَالرَّخَمِ
تَمْضِي اللَّيَالِي وَلَا يَدْرُونَ عِدَّتَهَا
مَا لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِي الْأَشْهُرِ الْحَرَمِ
كَأَنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ
بِكُلِّ قَرْمٍ إِلٰى لَحْمِ الْعِدَا قَرِمِ
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ
يَرْمِى بِمَوْجٍ مِنَ الْأَبْطَالِ مُلْتَطِمِ
مِنْ كُلِّ مُنْتَدِبٍ لِلّٰهِ مُحْتَسِبٍ
يَسْطُو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصْطَلِمِ
حَتَّى غَدَتْ مِلَّةُ الْإِسْلَامِ وَهْيَ بِهِمْ
مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُولَةَ الرَّحِمِ
مَكْفُولَةً أَبَدًا مِنْهُمْ بِخَيْرِ أَبٍ
وَخَيْرِ بَعْلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ
هُمُ الْجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُصَادِمَهُمْ
مَاذَا رَأَى مِنْهُمُ فيِ كُلِّ مُصْطَدَمِ
وَسَلْ حُنَيْنًا وَسَلْ بَدْرًا وَسَلْ أُحُدًا
فُصُولَ حَتْفٍ لَهُمْ أَدْهَى مِنَ الْوَخَمِ
المُصْدِرِي الْبِيضِ حُمْرًا بَعْدَ مَا وَرَدَتْ
مِنَ الْعِدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِنَ اللِّمَمِ
وَالْكَاتِبِينَ بِسُمْرِ الْخَطِّ مَا تَرَكَتْ
أَقْلَامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنَعَجِمِ
شَاكِي السِّلَاحِ لَهُمْ سِيمَا تُمَيِّزُهُمْ
وَالْوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيمَا عَنِ السَّلَمِ
تُهْدِي إِلَيْكَ رِيَاحُ النَّصْرِ نَشْرَهُمُ
فَتَحْسَبُ الزَّهْرَ فيِ الْأَكْمَامِ كُلَّ كَمِي
كَأَنَّهُمْ فيِ ظُهُورِ الْخَيْلِ نَبْتُ رُبًا
مِنْ شِدَّةِ الْحَزْمِ لَا مِنْ شِدَّةِ الْحُزُمِ
طَارَتْ قُلُوبُ الْعِدَا مِنْ بَأْسِهِمْ فَرَقًا
فَمَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الْبَهْمِ وَالبُهَمِ
وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللهِ نُصْرَتُهُ
إِنْ تَلْقَهُ الْأُسْدُ فيِ آجَامِهَا تَجِمِ
وَلَنْ تَرَى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرَ مُنْتَصِرٍ
بِهِ وَلَا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرَ مُنْقَصِمِ
أَحَلَّ أُمَّتَهُ فيِ حِرْزِ مِلَّتِهِ
كَاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الْأَشْبَالِ فيِ أَجَمِ
كَمْ جَدَّلَتْ كَلِمَاتُ اللهِ مِنْ جَدِلٍ
فِيهِ وَكَمْ خَصَمَ الْبُرْهَانُ مِنْ خَصِمِ
كَفَاكَ بِالْعِلْمِ فيِ الْأُمِّيِّ مُعْجِزَةً
فيِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالتَّأْدِيبِ فيِ الْيُتُمِ
خَدَمْتُهُ بِمَدِيحٍ أَسْتَقِيلُ بِهِ
ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى فيِ الشِّعْرِ وَالْخِدَمِ
إِذْ قَلَّدَانِيَ مَا تُخْشَى عَوَاقِبُهُ
كَأَنَّنِي بِهِمَا هَدْىٌ مِنَ النَّعَمِ
أَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا فيِ الْحَالَتَيْنِ وَمَا
حَصَلْتُ إِلَّا عَلَى الْآثَامِ وَالنَّدَمِ
فَيَا خَسَارَةَ نَفْسٍ فِي تِجَارَتِهَا
لَمْ تَشْتَرِ الدِّينَ بِالدُّنْيَا وَلَمْ تَسُمِ
وَمَنْ يَبِعْ آجِلًا مِنْهُ بِعَاجِلِهِ
يَبِنْ لَهُ الْغَبْنُ فيِ بَيْعٍ وَفيِ سَلَمِ
إِنْ آتِ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ
مِنَ النَّبِيِّ وَلَا حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ
فَإِنَّ ليِ ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتِي
مُحَمَّدًا وَهُوَ أَوْفَى الْخَلْقِ بِالذِّمَمِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فيِ مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي
فَضْلًا وَإِلَّا فَقُلْ يَا زَلَّةَ الْقَدَمِ
حَاشَاهُ أَنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ
أَوْ يَرْجِعَ الْجَارُ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ
وَمُنْذُ أَلْزَمْتُ أَفْكَارِي مَدَائِحَهُ
وَجَدْتُهُ لِخَلَاصِي خَيْرَ مُلْتَزِمِ
وَلَنْ يَفُوتَ الْغِنَى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ
إَنَّ الْحَيَا يُنْبِتَ الْأَزْهَارَ فيِ الْأَكَمِ
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتيِ اقْتَطَفَتْ
يَدَا زُهَيْرٍ بِمَا أَثْنَى عَلَى هَرِمِ
يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَالِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ
سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الْحَادِثِ الْعَمِمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسُولُ اللهِ جَاهُكَ بيِ
إِذَا الْكَرِيمُ تَجَلَّى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا
وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ
يَا نَفْسُ لَا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ
إَنَّ الْكَبَائِرَ فيِ الْغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّي حِينَ يَقْسِمُهَا
تَأْتِي عَلَى حَسَبِ الْعِصْيَانِ فيِ الْقِسَمِ
يَا رَبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِي غَيْرَ مُنْعَكِسٍ
لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِي غَيْرَ مُنْخَرِمِ
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فيِ الدَّارَيْنِ إِنَّ لَهُ
صَبْرًا مَتَى تَدْعُهُ الْأَهْوَالُ يَنْهَزِمِ
وَأْذَنْ لِسُحْبِ صَلَاةٍ مِنْكَ دَائِمَةٍ
عَلَى النَّبِيِّ بِمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجِمِ
وَالْآلِ وَالصَّحْبِ ثُمَّ التَّابِعِيَن لَهُمْ
أَهْلُ التُّقَى وَالنُّقَا وَالْحِلْمِ وَالْكَرَمِ
ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَنْ عُمَرَ
وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ عُثْمَانَ ذِي الْكَرَمِ
مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيحُ صَبًا
وَأَطْرَبَ الْعِيسَ حَادِي الْعِيسِ بِالنَّغَمِ
يِا رَبِّ بِالْمُصْطَفَى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الْكَرَمِ
وَاغْفِرْ إِلَهِي لِكُلِ الْمُسْلِمِينَ بِمَا
يَتْلُوهُ فيِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَفيِ الْحَرَمِ
بِجَاهِ مَنْ بَيْتَهُ فيِ طَيْبَةٍ حَرَمٌ
وَاِسْمُهُ قَاسِمٌ مِنْ أَعْظَمِ الْقِسَمِ
وَهَذِهِ بُرْدَةُ الْمُخْتَارِ قَدْ خُتِمَتْ
وَالْحَمْدُ للهِ فيِ بَدْءٍ وَفيِ خَتَمِ
أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَتْ سِتِّينَ مَعْ مِائَةٍ
فَرِّجْ بِهَا كَرْبَنَا يَا وَاسِعَ الْكَرَمِ
يَارَبِّ وَاخْتِمْ لِقَارِيْهَا وَسَامِعِهَا
بِحُسْنِ خَاتِمَةٍ يَامُنْجِيَ الْأُمَمِ
وَالْمُسْلِمِيْنَ جَمِيْعًا كُلَّمَا تُلِيَتْ
أَمِنْ تَذَكُّرِجِيْرَانٍ بِذِىْ سَلَمِ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ فَرِّجْ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ اَلْحَمْدُ الِلّٰهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُوْلِكَ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَ عَلٰى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَاسَيِّدِيْ يَارَسُوْلُ اللّٰهِ. اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَاسَيِّدِيْ يَانَابِيَ اللّٰهِ. اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَاسَيِّدِيْ يَاحَبِيْبَ اللّٰهِ. اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَاأَنْبِيَآءَ اللّٰهِ وَعَلٰى آلِكُمْ وَاَصْحَبِاكُمْ اَجْمَعِيْنَ. اَلْحَمْدُ الِلّٰهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ. حَمْدَ الذَّاكِرِيْنَ حَمْدًا شَاكِرِيْنَ حَمْدًا يُوَافِىْ نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيْدَهُ. نَحْمَدُكِ عَلٰى جَمِيْعِ نِعَمِكَ مَاعَلِمْنَا مِنْهَا وَمَالَمْ نَعْلَمْ. وَعَلٰى كُلِّ حَالٍ. (اَللّٰهُمَّ يَا مُحَوِّلَ الْأَحْوَالِ، حَوِّلْ حَالَنَا إِلَى أَحْسَنِ حَالٍ ٣×). وَنَجِّنَا مِنْ اَعْمَالِ اَهْلِ الضَّلَالِ وَفِعْلِ الْجُهَّالِ. اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلٰى آلِهِ وَصَحْبِه وَاَشْيَاعِهِ وَاَحْزَابِهِ وَعِتْرَتِهِ وَاَهْلِ بَيْتِهِ اَجْمَعِيْنَ. اَللّٰهُمَّ اجْعَلْ ثَوَابَ ذٰلِكَ فِى صَحَائِفِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اَللّٰهُمَّ آتِهِ الْوَسِيْلَةَ وَالْفَضِيْلَةَ وَالشَّرَفَ وَالدَّرَجَةَ الْعَالِيَةَ الرَّفِيْعَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُوْدَانِ الَّذِىْ وَعَدْتَهُ اِنَّكَ لاَتُخْلِفُ الْمِيْعَادَ. اَللّٰهُمَّ احْشُرْنَا وَالْحَاضِرِيْنَ فِيْ زُمْرَتِهِ وَأَمِتْنَا عَلٰى سُنَّتِهِ وَاسْتَعْمِلْنَا لِطَاعَتِهِ وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَاسْقِنَا مِنْ يَدِهِ الشَّرِيْفَةِ شَرْبَةً هَنِيْئَةً مَرِيْئَةً لَانَظْمَأُ بَعْدَهَا اَبَدًا يَارَبَّ الْعَالَمِيْنَ. ثُمَّ فِى صَحَائِفِ آبَائِهِ وَإِخْوَانِهِ مِنَ الْاَنْبِيَآءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ وَالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِيْنَ ثُمَّ فِى صَحَائِفِ الْهَدِيْنَ الْمُهْتَدِيْنَ وَالرَّاشِدِيْنَ الْمُرْشِدِيْنَ ذَوِى الْقَدْرِ الْعَلِيِّ وَالْفَخْرِ الْجَلِيِّ سَادَاتِنَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيِّ وَفِى صَحِيْفَةِ الزَّهْرَاءِ الْبَتُوْلِ سَيِّدَتِنَا فَاطِمَةَ بِنْتِ سَيِّدِنَا الرَّسُوْلِ. ثُمَّ فِى صَحَائِفِ وَلَدَيْهَا الشَّهِيْدَيْنِ أَبِيْ مُحَمَّدٍ الْحَسَنْ وَأَبِى عَبْدِ اللّٰهِ الْحُسَيْنِ وَالْعَمَّيْنِ الشَّهِيْدَيْنِ عِنْدَاللّٰهِ وَعِنْدَ النَّاسِ أَبِى عَمَّارَةِ حَمْزَةَ وَاَبِى الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ وَالْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِيْنَ وَاَزْوَاجِهِ الطَّاهِرَاةِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَجَمِيْعِ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ وَتَابِعِ التَّابِعِيْنَ وَتَابِعِيْهِمْ بِاِحْسَانٍ إِلٰى يَوْمِ الدِّيْنِ. وَالْأَرْبَعَةِ الْأَئِمَّةِ الْمُجْتَهِدِيْنَ وَمُقَلِّدِيْهِمْ فِى الدِّيْنِ. وَالْأَوْلِيَآءِ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِيْنَ. حُصُوْصًا فِى صَحَائِفِ مُنْشِئِ هَذِهِ الْبُرْدَةِ الشَّرِيْفَةِ سَيِّدِى شَرَفِ الدِّيْنِ مُحَمَّدٍ الْبُوْصِيْرِىِّ. ثُمَّ فِى صَحَائِفِ أَوْلِيَآءِاللّٰهِ تَعَالٰى جَمِيْعً مِنْ اَقْطَابٍ وَاَنْجَابٍ وَاَوْتَادٍ وَاَبْدَالٍ وَرِجَالِ الْغَيْبِ مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ إِلٰى مَغَارِبِهَا اَيْنَمَا كَانُوْا وَاَيْنَمَا حَلَّتْ أَرْوَاحُهُمْ يَارَبَّ الْعَالَمِيْنَ. اَللّٰهُمَّ انْفَعْنَا بِبَرَكَاتِهِمْ وَانْفَحْنَا مِنْ نَفَحَاتِهِمْ وَأَعِدْ عَلَيْنَا وَعَلٰى الْمُسْلِمِيْنَ مِنْ بَرَكَاتِهِمْ وَمِنْ بَرَكَاتِ عَلُوْمِهِمْ وَاَنْفُاسِهِمِ الطَّاهِرَاتِ فِى الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ. ثُمَّ فِى صَحَائِفِنَا وَصَحَائِفِ الْحَاضِرِيْنَ وَالسَّامِعِيْنَ وَوَالِدِيْنَا وَوَالِدِيْهِمْ وَاَمْوَاتِنَا وَأَمْوَاتِهِمْ وَاَمْوَاتِ الْمُسْلِمِيْنَ اَجْمَعِيْنَ. (اَللّٰهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا ٣×) وَتَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا. وَلَاتَجْعَلِ اللّٰهُمَّ فِيْنَا وَلَامَعَنَا وَلَاحَوَالَيْنَا مَحْرُوْمًا وَلَا مَأْثُوْمًا وَعَنْ بَابِكَ مَطْرُوْدًا. وَهَبِ اللّٰهُمَّ بِفَضْلِكَ مُسِيْئَنَا لِمُحْسِنِنَا وَمُحْسِنَنَا لِعَالِمِنَا وَعَلِمَنَا لِعَامِلِنَا وَعَامِلَنَا لِمُخْلِصِنَا. وَهَبْ لَنَا جَمِيْعًا بِمَنِّكَ وَكَرَمِكَ بِرَحْمَتِكَ يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اَللّٰهُمَّ اجْعَلْ اَخِرَكَلَامِنَا مِنَ الدُّنْيَا عِنْدَ انْتِهَآءِ اٰجَالِنَا شَهَادَةَ اَنْ لَآاِلَهَ اِلَّااللّٰهُ وَاَنَّ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا غَيْرَ مَفْتُوْنِيْنَ وَلَافَاتِنِيْنَ وَلَاقَانِطِيْنَ وَلَامُغَيِّرِيْنَ يَارَبَّ الْعَالَمِيْنَ. اَللّٰهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِمَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. وَنَسْتَعِيْذُكَ مِنْ شَرِّمَا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. اِنَّ اللّٰهَ وَمَلٰۤىِٕكَتَهٗ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّۗ يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا. اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلٰى اٰلِهٖ وَصَحْبِهٖ اَجْمَعِيْنَ.